مرايا

لكن احذر السير ليلا بمفردك! أسد كالاهاري يدعوك لزيارته في بوتسوانا

03 مايو 2017
03 مايو 2017

تشتهر بوتسوانا برحلات السفاري الشيقة والممتعة في صحراء كالاهاري؛ حيث إنها تتيح للسياح الفرصة لرؤية الحيوانات المفترسة والضخمة عن كثب، ولا سيما أسد كاليهاري، بالإضافة إلى الفهود والأفيال والمها والزرافات.

وتبدو المناظر الطبيعية في وادي ديسيبشن فالي “Deception Valley” وكأنها من وسط أوروبا؛ حيث تكتسي المدرجات بالعشب الأخضر خلال أيام يناير، وتنتشر الشجيرات والأشجار كثيفة الأوراق، وتتمايل الزهور البرية مع نسمات الرياح الخفيفة وتحوم الفراشات حوال سيارات الدفع الرباعي.

ولكن وسط هذه المناظر البديعة تظهر أشجار السنط لتذكر السياح بأنهم في مناطق السافانا الإفريقية؛ حيث تكتسي الطبيعية في صحراء كالاهاري في بوتسوانا بهذا الثوب الجميل خلال الفترة المطيرة، وترحب بالزوار للاستمتاع بأجواء طبيعية مريحة، على العكس من فترة الجفاف الطاردة للبشر، وتتحول السافانا الجافة إلى جنة إفريقية خضراء بفعل الأمطار الموسمية.

وعلى الرغم من هذا الجمال الطبيعي، إلا أن التنزه سيرا على الأقدام في وادي ديسيبشن فالي قد يكون محفوفا بالمخاطر؛ حيث لمح صموئيل أندي كاسالي ثلاثة من الأسود تحت الشجرة، واقترب منهم بسيارة الدفع الرباعي وقال إن بطونهم تبدو ممتلئة، وهو ما يدل على أنهم افترسوا أحد الحيوانات منذ فترة قصيرة.

ويتوجه معظم السياح إلى بوتسوانا خلال فترة الجفاف الممتدة من مايو حتى أكتوبر؛ لأن ذلك يعتبر أفضل وقت لزيارة دلتا أوكافانجو الشهيرة، التي تعتبر من أهم المزارات السياحية في بوتسوانا. وفي المقابل فإن الرحلة السياحية خلال موسم الأمطار، خلال شهري يناير وفبراير، تكون مناسبة أكثر لزيارة صحراء كالاهاري، بسبب كثرة الحيوانات وتنوع المناظر الطبيعية.

ويتمكن السياح خلال هذه الفترة من مشاهدة الغيوم الرمادية، التي تلوح في الأفق فوق السافانا الخضراء، كما تتساقط الأمطار بغزارة في جميع الأنحاء ويبدو الهواء مشحونا خلال فترة ما بعد الظهيرة، كما تبدو التشكيلات في السماء بشكل أكثر دراماتيكية، وتوحي بقدوم عواصف رعدية.

ملك السافانا

وتعتبر محمية كالاهاري الوسطى واحدة من أكثر المناطق انعزالا في إفريقيا، فعلى الرغم من اتساع مساحة بوتسوانا، إلا أن عدد سكانها لا يزيد على 2 مليون نسمة، وبالتالي فإن المحمية تبدو خالية من السكان ومهجورة تقريبًا، وتكثر حركة الحيوانات خلال موسم الأمطار؛ حيث يشاهد السياح قطعان الوعل والحيوانات البرية المختلفة وأعدادا لا حصر لها من قطعان المها. بالإضافة إلى مختلف أنواع الطيور والفهود، وبالطبع لا يخلو المشاهد الطبيعية من ظهور أسد كالاهاري، الذي يعتبر ملك السافانا، ويمتاز بلُبدة باللون الأسود.

وخلال المساء يبيت السياح في واحد من أكثر أماكن الإقامة تميزا في قارة إفريقيا؛ حيث يوجد في محمية كالاهاري وعلى حدودها بعض أماكن الإقامة الدائمة مثل لودج “كالاهاري بلانس كامب”، والذي يقع إلى الجنوب من وادي ديسيبشن فالي، ويضم ثمانية شاليهات من الخيام المريحة مع حمامات خاصة ودش الاستحمام مع لونج كبير وصالة طعام رحبة، بالإضافة إلى حمام سباحة. ويتم الحصول على التيار الكهربائي من محطة الطاقة الشمسية، وبطبيعة الحال فإن الإقامة في هذه الأماكن تكون باهظة التكلفة؛ حيث قد تصل تكلفة مبيت ليلة واحدة إلى 935 دولارًا أمريكيًا في الفترة من منتصف يناير وحتى مايو.

فصل مظلم

وتهدف بوتسوانا الديمقراطية والقوية اقتصاديا إلى اجتذاب أعداد قليلة من السياح، الذي ينفقون الكثير من الأموال في البلاد؛ نظرا لأن الأسعار مرتفعة للغاية. ولا تسعى لاجتذاب الأفواج السياحية الكبيرة للحفاظ على الحياة البرية. ويتضمن تاريخ محمية كالاهاري الوسطى لاستخراج الألماس والسياحة فصلًا مظلمًا؛ حيث تم تأسيس المحمية خلال عام 1961 لحماية السكان الأصليين، الذين يعرفون باسم سان أو باساورا، ويعيشون على الصيد وجمع الثمار.

ويعمل بعض أبناء قبائل سان في مخيمات السفاري، ويصطحبون السياح للتنزه وسط الأدغال، والتي تبدو غير مناسبة من الناحية الفلكلورية؛ حيث يرتدي الرجال والنساء الجلود فوق ملابسهم العادية، وبالتالي لم يتم تجسيد الظروف المعيشية الحقيقية للسكان الأدغال.

مخيم أسنان التمساح

ويتعاون مخيم أسنان التمساح “مينو أكوينا”، والذي يقع على الطرف الغربي من محمية ماكاديجادي بانس، مع مجموعة من قبائل سان، ويمكن للسياح أيضا الاستمتاع بزيارة محمية ماكاديجادي خلال موسم الأمطار؛ حيث تقع إلى الشمال الشرقي من محمية كالاهاري، وتتضمن منطقة مميزة بالملاحات الشاسعة. ويقع مخيم “مينو أكوينا” على نهر بوتيتي مباشرة، وبالتالي يتمكن السياح من مشاهدة أفراس النهر والتماسيح في المياه أو الظباء على الشاطئ أثناء الإقامة في الخيمة الفاخرة. وتصبح هذه المناظر الطبيعية أكثر إثارة خلال شهر نوفمبر عندما يأتي حوالي 200 ألف من قطعان الحمار الوحشي والحيوانات البرية من الناحية الشرقية للمحمية بحثا عن الماء في نهر بوتيتي، وتتغير هذه الصورة في محمية ماكاديجادي خلال موسم الجفاف. ونظرًا لأن مخيم “مينو أكوينا” غير محاط بسياج أو أسوار، فلا يجوز للسياح الخروج من الخيمة مع حلول الظلام إلا برفقة الحراس، كما يكثر سماع أصوات الحيوانات المختلفة يسري مع سكون الليل، بالإضافة إلى سقوط الأمطار بغزارة في كثير من الأحيان.