abdullah
abdullah
أعمدة

رماد: قُطّاع طرق

03 مايو 2017
03 مايو 2017

عبدالله بن محمد المعمري -

[email protected] -

إن النفس البشرية جبلة على إكمال الطريق الذي تسلكه في النجاح، مقرونة بما تطمح إلى تحقيقه على ذلك الطريق في مسيرها فيه، لتحقق النجاح في أجمل صوره، باجتهاد يلامس الزمان والمكان الذي يتحقق فيه ذلك النجاح، ولتسهم وفق إمكانياتها على المسير بنفس تواقة إلى بلوغ القمة في ذات المجال الذي تسلكه نحو النجاح.

ولكن، ماذا يحدث لهذه النفس إن أُوقفت في منتصف طريق النجاح الذي تسير فيه منذ زمن ليس بالبسيط؟ وماذا يحدث للهمة والعمل المتفاني بكل إخلاص لتحقيق ذلك النجاح لمن هم مرتبطين بمسارات ذلك الطريق؟ بل السؤال الاهم من ذلك كله: ما مصير تلك الخبرة المتولدة لدى صاحبها من مسيره في طريق نجاحه بعد أن وصل إلى منتصف الطريق؟ والعقول التي لا تحترم النجاح الذي يحققه الناجحون، كيف يا ترى ستحقق النجاح؟.

أسئلة عديدة لصور شتى من صور الخذلان التي تقطع الطريق من منتصفه على كل ناجح يسلك، فقُطّاع طرق النجاح كثر في العديد من مؤسساتنا التي تنبض بكفاءات لا حصر لها، فكم من ناجح أزيح من على طريقه الذي يعتلي به قمة الإنجاز، وكم ما ناجح سحق، وهو يسير بخطوات ناجحة نحو قمة التميز، وكم من ناجح قيد عن الحركة على طريق النجاح الذي يحقق لمؤسسته الرقي في خدماتها التي تقدمها لمن هم بحاجة إلى تلك الخدمات.

إن قطّاع الطريق يتصيدون الناجحين ليسلبوهم النجاح، فهم يفضلون النوع الذي يصل إلى منتصف الطريق، حتى ينسبوا لأنفسهم النجاح الذي حققه هؤلاء، ويعتلوا أعلى المناصب بما اجتهد به غيرهم، في صور بشعة من السلب الذي لا يقل في وحشيته عن سلب النفس والمال من قطاع طرقها.

إن من السائرين على طريق النجاح، وتعرضوا لقطّاع الطرق في عملهم ومسيرتهم الناجحة بعد أن وصلوا إلى منتصف الطريق، قد غيروا الطريق الذي يسيطر عليه مثل هؤلاء من قطاع الطرق، والبعض الآخر بدأ مسيرة الطريق من بدايته، غير متخاذلين بما حدث معهم، متجاوزين ذلك بإرادة قوية، ومتسلحين بالعلم والمعرفة والحذر من وجود قطّاع الطرق في مؤسساتهم.

وفي المقابل هنالك فئة أخرى من السائرين على طريق النجاح ووصلوا إلى منتصفه من لا يزال قاعد في مكانه، يحاول استعادة ثقته بنفسه المسلوبة، ويلملم شتات روحه المثلومة، ويبري جراح معركته التي خاضها مع قطّاع طرق النجاح، ليبقى الأمل لعل كل واحد منهم أن ينهض من جديد فيكمل أو يغير طريق النجاح، أو أنه يستسلم لموت النجاح.