أفكار وآراء

الدقم هل ستصبح رافدا للاقتصاد الوطني ؟؟ «2-2»

29 أبريل 2017
29 أبريل 2017

سالم بن سيف العبدلي -

الشراكة العمانية الصينية تبشر بأن منطقة الدقم مقبلة على فترة من الانتعاش والنمو لعدة أسباب لعل أبرزها الجدية والحماس الذي أبداه المستثمر الصيني إضافة إلى الخبرة والدراية التي تمتاز بها الشركات الصينية والتي أصبحت منتجاتها حاليا تغزو كل أسواق العالم ناهيك عن رؤوس الأموال التي تتوفر لدى المستثمر الصيني كلها عوامل سوف تساعد بإذن الله تعالى على قيام صناعة حقيقية في هذه المنطقة الواعدة.

وقد احتفل الأسبوع الماضي بوضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الصينية العمانية بالدقم، باستثمار يتوقع أن يتجاوز الـ10 مليارات دولار أمريكي حتى عام 2022 وذلك في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث تم خلال الاحتفال توقيع 10 اتفاقيات للشراكة بين شركة وان فانج العمانية ومجموعة من الشركات الصينية، لتنفيذ مشاريع متنوعة في المدينة الصناعية الصينية العمانية بالدقم.

وتتمثل المشاريع العشرة في مشروع بناء قاعدة تصنيع معدات الطاقة الشمسية بقدرة إنتاج ألف جيجا واط سنويا ومصنع لخدمات حقول النفط والغاز ومحطة لتحلية مياه البحر واستخراج البروم ومحطة لتوليد الكهرباء ومشروع بناء فندق 5 نجوم ومشروع لمواد البناء ومشروع سيارات الدفع الرباعي عالية التنقل ومشروع الأنابيب غير المعدنية المركبة المستخدمة في حقول النفط. تهدف المدينة الصناعية الصينية العمانية بالدقم إلى توطين قطاعات صناعية إنتاجية جديدة ذات قيمة مضافة عالية الجودة ونقل الخبرة والمعرفة المرتبطة بهذه المشروعات كما صرح بذلك عدد من المسؤولين وسوف تكون شركة وان فانج العمانية هي المستثمر الرئيسي في المشروع الذي سيقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي (1172) هكتارا باستثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار.

وستقوم شركة وان فانج العمانية بالتعاون مع عدد من الشركات الصينية بتنفيذ مشاريع متنوعة من بينها الميثانول والسولار وصناعة أنابيب الحفر وإنشاء محطة كهرباء ومجمع سياحي كبير وتبلغ المشروعات المقرر تنفيذها 35 مشروعا تتوزع على 3 مناطق رئيسية في المدينة للصناعات الثقيلة والخفيفة إضافة إلى منطقة متعددة الاستخدامات، وسيتم إقامة (12) مشروعا في مجال الصناعات الثقيلة تتضمن إنتاج الخرسانات التجارية.

كما تشمل مشاريع مواد البناء والصناعات المرتبطة بها، وإنتاج الزجاج المصقول والميثانول ومواد كيميائية أخرى، ومعالجة صهر الصلب، وإنتاج الألمنيوم، وإنتاج إطارات السيارات، ومشروع مواد البناء للحماية من المياه والتآكل، واستخراج الماغنسيوم من مياه البحر، ومشروعات كيميائية عطرية وغيرها.

وفي منطقة الصناعات الخفيفة سيتم تنفيذ (12) مشروعا تتضمن: إنتاج (1) جيجا واط من وحدات الطاقة الشمسية و(1) جيجا واط من البطاريات، وتجهيز (10) آلاف من سيارات الدفع الرباعي الخاصة، وإنتاج أدوات وأنابيب النفط والغاز والحفر، وإنتاج نصف مليون طن من الألواح الملونة، وتجميع الدراجات، وإنتاج الملابس، وإنتاج الألعاب، بالإضافة إلى مشروعات أخرى متنوعة. كما سيتم تنفيذ (8) مشروعات في المناطق متعددة الاستخدامات من بينها: مركز تدريب، ومدرسة ومستشفى ومكاتب ومركز رياضي، وفي المنطقة السياحية سيتم إنشاء فندق من فئة الـ5 نجوم. هذا بالإضافة إلى مصفاة النفط ومشروعات الصناعات البتروكيماوية.

وتشمل المشروعات أيضا فندقا بكلفة 150 مليون دولار، ومستشفى باستثمارات 100 مليون دولار يضم 500 سرير لخدمة كافة القاطنين في المنطقة فضلا عن مدرسة بكلفة 15 مليون دولار، ومن بين العمانيين الذين سيتم توظيفهم سيتم ابتعاث 1000 عماني وعمانية للتعليم في الصين في التخصصات التي يتطلبها المشروع.

نعتقد أن هذه الأعداد الكبيرة من المشاريع الثقيلة والمتوسطة والمتنوعة إذا ما تم تنفيذها حسب البرنامج المعد وفي الزمن المحدد في العقد الموقع بين الطريفين سوف تحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني بشكل عام بل إنها ستشجع مستثمرين آخرين على الدخول في شراكة للاستثمار في هذه المدينة وفي مشاريع أخرى وعندها ستصبح منطقة الدقم رافدا قويا ومهما للاقتصاد الوطني ويمكنه أن يساهم في التنويع الاقتصادي للسلطنة في ظل التذبذب الشديد لأسعار النفط التي لا يعول عليها كثيرا في المستقبل وهذا يتطلب حسن الإدارة والسرعة في اتخاذ القرار والابتعاد عن البيروقراطية وتقديم المزيد من التسهيلات للشركات والمستثمرين من داخل وخارج السلطنة مع ضمان قيام هذه الشركات بتوفير فرص العمل للإعداد المتزايدة من الخريجين والباحثين عن عمل.