985008
985008
أعمدة

قلم بلا حبر: كفى انشغالا بالهوامـــش

16 أبريل 2017
16 أبريل 2017

سلطان الحوسني -

[email protected] -

انشغلنا واشغلنا أنفسنا عمرا طويلا في جر واجترار الخلافات والاختلافات التي نخرت عقولنا وعقل المتلقي وجرتنا الى العيش في إرهاصات وتداعيات الماضي وحجبت بضبابيتها عنه وعنا المستقبل بكل آماله المستحقة ، خلافات واختلافات لا تزيدنا إلا وهنا على وهنٍ.

لقد نجح المؤدلجون والمنتقدون في جعلنا ندور في دائرة مغلقة عنوانها التخوين والشك والريبة ومعايشة أحلام الانتقام التي كبل البعض انفسهم بها بناء على أحداث مضت وانقضت في التاريخ لكنها مازالت تعشش في عقول ونفوس المتصارعين، وساد وتسيد الاختلاف والخلاف حول المتسبب وليس الأسباب التي أدت الى الخلل الذي تعيشه رياضتنا.

يقول العرب من اشترى ما لا يحتاج إليه باع ما يحتاج إليه، وهكذا نحن للأسف شُتتت مقدرتنا على التدبر والتفكر في حقيقة مشكلتنا ووضعنا، وحقيقة ما يجب ان نعمل له ونصل اليه وفق قدراتنا التي نملكها، وركنا الى العيش في معاناة الماضي ونتجاهل ما سيكون عليه المستقبل .

حالة مؤسفة عنوانها ( الله يسامح من كان السبب ) فأنا أو نحن أبرياء من الواقع الحالي الصعب كما يوصف، فهناك من تسبب فيه ..؟! لقد أصبح شغلنا الشاغل هو البحث عن المخطئ وليس عن الخطأ ، والبحث عن عيوب الآخرين وليس عيب بيئة العمل التي جعلت من يعمل يخطئ وتناسينا أن الواقع غير سليم ولا صحيح للعمل بوضعه الحالي.

علينا أن لا نركن الى هذا الأمر ونصدقه ونعيش فيه ونوهم أنفسنا والآخرين بمبررات لتقاعسنا أو لعدم ضرورة ان نجتهد لغد أفضل وأجمل ينقلنا الى مستقبل أرحب للجيل القادم من ابناء الوطن ممن يستحقون بيئة واجواء أنظف، وعندما نقول أنظف فاننا نعني ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

أتصور أنه حان الوقت لنقول كفى انشغالا بالهوامش ولنعمل على ترميم ما انشرخ في قيمنا من عناوين جبلنا عليها عنوانها الاحترام والانجاز والعطاء والاخلاص، واذا كان لا بد لنا من وقفة فليكن ذلك بأخذ العبرة والعظة من سلبياتنا القليلة التي عشنا فيها لفترة طويلة من الزمن ، والفرصة مهيأة لنا لننتقل من وضعنا الحالي الى النظرة المستقبلية بتفاؤل أكبر.

حيث يمكننا ان نصنع تاريخا حديثا يمثلنا بعد ان نثق في الامكانيات التي يزخر بها وطننا من قدرات ابناء الوطن والوعي الذي يتميز به شباب عمان المدرك والمتحفز والطموح لواقع ومستقبل مبهر لرياضتنا بعد ان نترك هذه الهوامش التي تستنزف الكثير من جهودنا وتفكيرنا وتعاطينا مع واقعنا .

نحتاج الى النظرة الايجابية والتفاؤل أكثر من نظرة التشاؤم والسلبية، فهناك من يتذمر لأن للورد شوكاً وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة، والحالة الثانية أجمل وأفضل من الحالة الاولى لذلك نحتاج الى الايجابية التي تعبر عن قدرتنا على تحمّل مصاعب اليوم أملاً منا بغد أفضل وليس للخوف من تحديات وصعوبات واردة في كل عمل.

خلاصة القول أن لكل اجتهاد في العمل اخطاء، وعلينا ان لا نتجاهل ان هناك ايجابيات ايضاً لا يتوجب انكارها او الجحود بها، ولكي نصل للأفضل فليكن تشخيصنا صحيحا للخلل لنجد العلاج المناسب ، ففي رياضتنا هناك مكامن خلل يجب أن ننظر لها ونعمل على علاجها أهم من العيش في هذه الصراعات للبحث عن الانتصار في إثبات وجهات النظر لهذا الطرف او ذاك !

آخر سطر ....

يتطلب النجاح الحقيقي عرق الجبين.