fatma
fatma
أعمدة

رأيها : فقط للشهرة

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

فاطمة الاسماعيلية -

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم والتطبيقات الكثيرة مقياسا لتطور الإنسان - كما يعتقد البعض - فكلما كثرت تلك التطبيقات في الهاتف الذكي كلما كان ذلك دليلا على مواكبته للعصر، فمفهوم التطور اصبح مرتبطا بكثرة تلك التطبيقات بالهاتف والمشاركة أحيانا بأسماء غير حقيقية وبتعليقات لا تمت بالأخلاق ولا بالقيم بصلة وقد تحتوي على الغث والسمين، وتكون أحيانا بعيدة كل البعد عن الموضوع المطروح، والسؤال، هل يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمجتمعاتنا بطريقة صحيحة؟ أم أن التسلية ومراقبة حياة الناس هي أبرز غاياتها؟.

البعض قد يحقق شهرة سريعة من خلال ما يقدمه بتلك الوسائل حتى وإن كان هشا ولم يكن ذا مغزى عميق، فقد يصل عدد المتابعين لديه خلال فترة زمنية قصيرة للآلاف أو ملايين المتابعين، لكن هل يعتبر ذلك مقياسا لنجاحه؟ وما هي الرسالة التي يحاولون إيصالها؟ وأحيانا بعض تلك الأسماء بالرغم من سطحية ما تقدمه، إلا أنها تشارك في فعاليات مختلفة بالمجتمع باعتبارها من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هل قدموا رسالة حقيقية وإيجابية بالمجتمع، أم أنه فقط استعراض باهت للأزياء وقد يصل أحيانا للاستخفاف بالمتلقي؟.

وبالتأكيد سأتفق مع الرأي الذي يقول أنه من الممكن أن يختار الإنسان ما يشاهد في تلك المواقع ويبتعد عن ما يلوث عقله وبصره، وهذا الرأي ممكن أن يستوعبه الإنسان الراشد، ولكن هناك فئة من المراهقين يصرون على الانزلاق وراء كل ما هو جديد، ومطالعة تلك الشخصيات على أنها نموذج يُقتدى به في المأكل والملبس وحتى في التصرفات لأنهم أصبحوا حديث الساعة بين أقرانهم، ويصرون على دخول لتلك التطبيقات على أنها جزء لا يتجزأ من نمط حياتهم.

يأتي هنا دور الأهل أولا وأخيرا للوقوف بحزم أمام مطالبات أبنائهم بامتلاك تلك الهواتف والسماح بها وفقا لضوابط معينة ومراقبة ومتابعة ما يشاهدون بدقة متناهية، ويجب أن يكونوا على قدر كبير من الشفافية عند توضيح أسباب رفضهم، فتلك المقاطع الكثيرة والمتزاحمة قد يكون وراءها أشخاص يبحثون عن الشهرة التي من الممكن تحقيقها بسهولة من خلال أشخاص لديهم متسع من الفراغ لا يعرفون كيف يملأونه بشكل مُجدٍ.