كلمة عمان

الحلول السياسية لإنقاذ شعوبنا ومواردنا العربية

08 أبريل 2017
08 أبريل 2017

في ظل الواقع العربي المتردي ، والذي يطرح الكثير من النتائج المأساوية بالنسبة لأكثر من دولة ومن شعب عربي شقيق، وعلى نحو غير مسبوق، خاصة بالنسبة لسوريا واليمن وليبيا، فإنه ليس مصادفة أبدا أن الجميع – أي جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية، المشتبكة او المعنية بالأوضاع في تلك الدول بوجه خاص وفي المنطقة بوجه عام - يؤكد على أهمية وأولوية وضرورة الحل السلمي في كل من الدول الثلاث المشار اليها، وأنه لا حل عسكريا فيها ، لأنه لا يمكن لأي طرف حسم الأمر عسكريا بشكل كامل لصالحه، لأسباب واعتبارات كثيرة ومعروفة. ومع ذلك فان المفارقة التي تعيشها دول وشعوب المنطقة تتمثل في حالة التصعيد العسكري في الدول الثلاث، أي في سوريا واليمن وليبيا، وكل طرف له وجهة نظره ومبرراته التي يسوقها، بما في ذلك ما تعرضت له سوريا الشقيقة فجر الجمعة الماضية على خلفية جريمة « خان شيخون » التي تحتاج الى تحقيق دولي حقيقي وشفاف لتحديد المسؤولية ومعاقبة الجاني أيا كان .

وإذا كان الموقف في سوريا يتسم بالكثير من الدقة والخطورة ، بحكم أن القوتين العظميين – أمريكا وروسيا الاتحادية – تستخدمان قواتهما العسكرية على الأرض وفي الأجواء السورية ايضا، خاصة وان موسكو اوقفت مذكرة التنسيق مع واشنطن في الأجواء السورية تجنبا لوقوع حوادث غير مرغوب فيها بين قوات الطرفين ، فإن النتيجة، سواء في سوريا او اليمن او ليبيا – بحكم ما يجري في كل منها - هي ببساطة مزيد من اعمال القتال والدمار التي تدفع الشعوب السورية واليمنية والليبية ثمنها من أرواح أبنائها ومن حاضرها ومستقبلها ، كدول وكمجتمعات لا بد من الحفاظ على تماسكها وعلى وحدتها ، كدول وشعوب ومجتمعات ، حفاظا على تلك الدول والشعوب الشقيقة، وحفاظا أيضا على الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة العربية ، التي أصبحت للأسف ساحة مفتوحة للمواجهات العسكرية، وأرض تدريب للجماعات والمنظمات الإرهابية والميليشيات من مختلف بقاع العالم، وبمسميات لا حصر لها .

وفي ظل هذا الواقع المرير، فانه من المهم والضروري العمل بكل السبل، وبكل الوسائل الممكنة، من اجل دفع خطوات الحلول السلمية في سوريا واليمن وليبيا ، وبشكل حقيقي وملموس، وعلى نحو يتحقق عمليا على الأرض . صحيح أن كل الأطراف الاقليمية والدولية المتكالبة على الأرض والموارد العربية لها مصالحها ، المعروفة والمعلنة بوضوح صادم احيانا ، ولكن الصحيح هو أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأشقاء جميعهم ، من أجل الدفع نحو الحل السلمي في الدول الثلاث ، واليوم قبل الغد، خاصة بعد أن هددت عمليات النزوح واللجوء والمجاعة تماسك هذه المجتمعات العربية الشقيقة ، أما الانتظار لتعديل الموقف العسكري على الأرض ، لصالح هذا الطرف أو ذاك ، وهو ما يتم عبر مزيد من أعمال القتل والتدمير، فإنه يعني فقط مزيدا من الخسائر العربية في الأرواح والموارد والأخطر من ذلك ربما في اللحمة العربية ذاتها ، خاصة اذا استمر هذا الوضع المأساوي ، والمؤكد أن الآخرين لن يكونوا اكثر حرصا على المصالح العربية من العرب أنفسهم !!