المنوعات

عرض صوفي يبدأ مهرجان «رحلة الروح» في نابلس بالضفة الغربية

06 أبريل 2017
06 أبريل 2017

نابلس (الضفة الغربية) «رويترز»: بعيدا عن الصخب والإيقاع السريع للحياة اليومية يفتح مهرجان (رحلة الروح) للموسيقى الصوفية بابًا أمام جمهوره في رحلة تمتد ثلاثة أسابيع بمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية يستمع فيها لثقافات عربية وأجنبية متعددة ويشاهد معارض للصور والمجسمات عن حضارة فلسطين وتاريخها.

واختار القائمون على المهرجان أن تكون انطلاقته مساء أمس الأول من مبنى عتيق في البلدة القديمة بمدينة نابلس (خان الوكالة) الذي أعيد ترميمه حديثا ويعود تاريخيه إلى 400 سنة حيث كان مركزا تجاريا يلتقي فيه تجار بلاد الشام وفيه حظيرة للخيل وغرف للنوم.

وقدمت فرقة أحباب الله للإنشاد الديني التابعة للمجلس الصوفي الأعلى في فلسطين وفرقة ديوان التابعة لمعهد الكمنجاتي عرضًا مشتركًا في حفل الافتتاح.

وشارك في العرض 15 عازفا ومنشدا قدموا وصلات من الإنشاد الديني والمدائح النبوية. وقال رمزي أبو رضوان مؤسس المهرجان الذي يقام للسنة الثانية على التوالي: «يشارك معنا في مهرجان هذا العام 250 فنانا وعازفا ومنشدا ومحاضرا من فلسطين ودول عربية وأجنبية في رحلة تمتد ثلاثة أسابيع نتنقل فيها من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها لنقدم حوالي 120 عرضا».

وأضاف في مقابلة مع رويترز: إن المهرجان يشتمل أيضا على معارض للصور تمثل سجلاً لستين قرية فلسطينية. وأوضح أبو رضوان أن هذه الصور جاءت من الأرشيف الفرنسي من معهد الدومنيكان الذي يملك سجلات ضخمة للقرى الفلسطينية.

وتُعرض صور للقرى الفلسطينية بالأبيض والأسود وجميعها التقطت في بدايات القرن التاسع عشر مع شرح أسفلها لموقعها وعدد سكانها في تلك الفترة بمبنى قصر عبد الهادي في البلدة القديمة الذي أعيد ترميمه ليكون مركزًا لخدمة المجتمع.

وقال أبو رضوان الحاصل على جائزة شخصية العام الثقافية لسنة 2017 «هذه الصور النادرة تشكل فرصة كبيرة لمشاهدة سكان هذه القرى.. كيف كانت قراهم في الماضي والجمال الذي كانت تتمتع به سواء من حيث طبيعة الحياة أو العمران فيها».

وتضمن حفل الافتتاح عرضًا مجسمًا من الحجارة والكرتون والخشب للبلدة القديمة في نابلس أنجزه الفنانان إسلام أبو زنط ونورا جردانة التي قالت: إن هذا العمل الذي يبدو كأنه صورة التقطت من الجو للبلدة القديمة كان نتاج ثمانية أشهر من العمل وثلاثة أشهر من الإعداد والدراسة والزيارات الميدانية للبلدة القديمة.

وأضافت لرويترز وهي تقف بجانب مجسم: «الفكرة بدأت بعمل مجسم لأحد المسارات في البلدة القديمة لشرح الأماكن التي يمكن زيارتها في هذا المسار.» ومضت قائلة: «تطور المشروع وقررنا عمل مجسم للبلدة القديمة يشمل حاراتها الست وأن نضع فيها المعالم الرئيسية من مبان رئيسية ومساجد والصبانات التي تشتهر بها المدينة».

وتعمل نورا جردانة حاليًا على إنجاز مجسمات أخرى لمعالم أثرية في مدينة نابلس منها المدرج الروماني وميدان سباق الخيل وتل بلاطة الأثري.

وقال أبو رضوان إن المهرجان جذب هذا العام 250 سائحا من فرنسا وبلجيكا ودولا أوروبية أخرى ويأمل أن يتضاعف هذا العدد في السنوات القادمة في ظل توفر أماكن أثرية وتاريخية في فلسطين تستحق الزيارة. ويرى إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني في المهرجان «انتصارا لفلسطين التي نريد وفلسطين التي نحب».

وقال في كلمة بحفل الافتتاح «وجودنا اليوم هنا في البلدة القديمة يختصر إصرارنا وإرادتنا من أجل أن تكون فلسطين قابلة للحياة تتطلع إلى غدها بكل كبرياء». وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع فرق من مصر والكويت وتركيا وأذربيجان وتنزانيا والهند وفرنسا وبلجيكا والسويد إضافة للفرق الفلسطينية.