مرايا

أول فيلم رومانسي كوميدي سعودي .. «بركة يقابل بركة» يسلط الضوء على رغبات الشباب

05 أبريل 2017
05 أبريل 2017

عندما أمر بركة، وهو موظف سعودي حكومي، بالنظر إلى بلاغات إساءة استخدام ممتلكات عامة في جدة، حقق دون حماس في قضية أزياء غير مصرح بها، وكان ذلك هو القرار الذي غير حياته. فخلال التحقيق، رأى بيبي - وهي عارضة أزياء سعودية وإحدى مشاهير موقع إنستغرام- دون غطاء رأس، على عكس التقاليد المحافظة في المملكة، وقرر بركة - وهو ممثل مبتدئ يمارس التمثيل في وقت فراغه- ألا يبلغ الشرطة التي يخشى تدخلها، وبدلا من ذلك عاد إلى رؤسائه قائلا: «الجو جميل والناس في حالة طبيعية، وكل الأمور على ما يرام هنا. أغلقوا ملف القضية من فضلكم».

وبحسب مقال لصحيفة «Financial Times» البريطانية، فإن بركة وبيبي -اللذين يحبان بعضهما في الفيلم- هما نجوم أول عرض رومانسي كوميدي بالمملكة العربية السعودية «بركة يقابل بركة»، إذ يعيشان حياة طبيعية، وقصة حب، على نهج يناقض الخطاب العالمي للحرب والإرهاب والهيمنة الذكورية التي عادة ما يربطها الكثيرون بهذه الدولة الخليجية.

ويعد هذا الفيلم باكورة أعمال المخرج محمد الصباغ، ويقول الصباغ: إنه أراد أن يفعل شيئا يتحدى الصور النمطية للسعوديين، وكذلك الصور النمطية السائدة بينهم.

وأضاف قائلا: «أردت بشكل أساسي أن أنتج فيلما عن الطريقة التي نعيش بها اليوم في المملكة العربية السعودية، لا من أجل نيل إعجاب الغرب، بل لكي أعبر فقط عن هذه الأيديولوجية».

لكنه يعمل في بلد تقيد فيه بعض الفنون والأنشطة الثقافية، وتحظر فيه دور العرض السينمائي، ويقول الصباغ الذي نال درجة الماجستير بمجال السينما من جامعة كولومبيا: «إنه أمر إيجابي أن القيادة الشابة في السعودية تبدأ لأول مرة منذ أجيال بمعالجة المشاكل الحقيقية التي نواجهها كشباب».

الصورة النمطية

في فيلم «بركة يقابل بركة»، نرى بيبي، واسمها الحقيقي هو بركة، وهي امرأة قوية قيادية تغير الصورة النمطية للمرأة السعودية، وهي تعطي رقم هاتفها إلى عاشقها عندما يلتقيان أخيرا في معرض فني «كي يتمكنا من مناقشة الفن».

وينظر إلى هذه المستخدمة شديدة الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي على نحو يتجاوز كونها ببساطة عارضة أزياء، فالفتاة بيبي تحث متابعيها عبر إنستغرام على شراء القهوة الإثيوبية عبر التجارة الحرة، بدلا من قهوة الشركات الكبرى والعلامات التجارية الأخرى. وتبين الحوارات الوثائقية في الفيلم أن والدي بيبي وبركة أكثر انفتاحا في جدة.

مواكبة التحديات

وتقول بثينة كاظم، المؤسسة المشاركة لسينما عقيل، التي تعد أول منصة فنية سينمائية بالخليج إن «هذا الفيلم يبين كيف يواكب الشباب السعودي هذه التحديات، وكيف يعيش حياة طبيعية بطرق عديدة».

الفيلم الذي تم تمويله ذاتيا وتكلف إعداده 500 ألف دولار أمريكي يعرض على نطاق محدود بالمنطقة، فالسعوديون سيضطرون إلى الذهاب إلى دور السينما خارج البلاد لمشاهدته، أو أنهم سيشاهدونه عبر الإنترنت.

(هافينغتون بوست عربي- مترجم عن صحيفة The Financial Times البريطانية)