المنوعات

عبد الرزاق الربيعي يدون تباريح الغياب في «ليل الأرمل»

03 أبريل 2017
03 أبريل 2017

في ديوانه الجديد «ليل الأرمل» الصادر ضمن كتاب مجلة «نزوى» يواصل الشاعر عبد الرزاق الربيعي معزوفته الطافحة بالشجن، وألم الفقد استكمالا لمرثية زوجته الراحلة في ديوانه السابق «قليلا من كثير عزة»، الفائز بجائزة أفضل إصدار شعري في مسابقة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لعام 2016م، ولكن دائرة الفقد في هذا الديوان الذي يقع في 93 صفحة من القطع المتوسط تتسع وتتعمق أكثر، فهو يصدر ديوانه ببيت لابن خفاجة هو «فحتى متى أبقى ويظعن صاحب أودع منه راحلا غير آيب»، وبيتين للكميت بن زيد الأسدي:

«ويلي من البين ماذا حل بي وبها

من نازل البين حل البين وارتحلوا

ليت المطايا التي سارت بهم ضلعت

يوم الرحيل فلا يبقى لهم جمل»

فيما يهدي ديوانه إلى الفنان الراحل سالم بهوان وشقيقه الناقد السينمائي الراحل محمد جبار الربيعي «عازفا على وتر الصداقة التي يضعها بمقام الأخوة» إلى صديقي، وأخي سالم بهوان، وإلى أخي وصديقي محمد جبار الربيعي، كلاكما وضع يده بيد الثاني، في رحلة الغياب المفاجئ بعد أن داهمه الحب المفاجئ وخذلان القلب المفاجئ، وكلاكما هوى الفن السابع، فارتقى معارج السماوات السبع، وعلى شفتيه ابتسامة، لكما ولمن شارككما السفر على متن قطار الأبدية، أهدي تباريح ليلي»، وعبر 29 نصا يتنوع عزفه الموشح برداء الحداد كما نرى في عناوين النصوص «المشهد الأخير»، غياب أليف، هزيع أخير، «فراغ أسود، ليل الأرمل، على حائط يوليوس قيصر، وحشة، والأخيرة اختيرت للغلاف الأخير المغلف باللون الأسود، وجاء امتدادا للغلاف الأول، وعليه طبعت ظلال صورة بعيدة للشاعر باللونين بالأبيض والأسود، وهو يقف بين شجرتين ضخمتين، ساندا ظهره لإحداهما:

لم يبق بصحراء الليل الموحش منكِ

سواي

لم يبق بها

بعد ذبول ضيائك إلاي

لم يبق سوى...

نفسي الأمارةِ بك..

ودموعِ الظلمة

في كأس أساي

لم يبق سوى همس

ظل بذاكرة الأمس

وأشلاء بقاياي

ورغم لغة الأسى التي طبعت الديوان، مثلما طبعت دواوين الشاعر السابقة، إلا أنه يحاول أن يفتح نافذة للحياة والجمال، والحب كما في قصيدة «ابتهالات» :

أطلت من الغيب زينب

ككوكب

يقيل الجراح

ويشفي

ولما أضاء

تجلت

وجالت بطيفي

فغابت كثيرا

وعادت أخيرا

لترمي السماء بكفي

سبق للشاعر عدة إصدارات شعرية، ومسرحية، وكتب في مجالات مختلفة أبرزها: حدادا على ما تبقى، مدن تئن وذكريات تغرق، غدا تخرج الحرب للنزهة، خذ الحكمة من سيدوري، جنائز معلقة، صعودا إلى صبر أيوب، قميص مترع بالغيوم، كواكب المجموعة الشخصية، يوميات الحنين، في الثناء على ضحكتها، خرائط مملكة العين.

وقدمت له عدة نصوص على مسارح عربية، ودولية.

يذكر أن «كتاب نزوى» يوزع مجانا مع مجلة «نزوى» الثقافية الفصلية العمانية التي تعنى بالأدب الحديث، ويحمل «ليل الأرمل» الرقم 34 ضمن المشروع الذي نشر العديد من العناوين لأبرز الشعراء، والكتاب العمانيين.