العرب والعالم

واشنطن في مهمة استطلاعية بين إسرائيل والفلسطينيين

14 مارس 2017
14 مارس 2017

القدس - سارة بن حيدة - (أ ف ب) -

تقوم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطواتها الأولي بحذر في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك من خلال مهمة المبعوث الخاص جيسون غرينبلات لدرس إمكان إحياء جهود السلام المتعثرة.

والتقى غرينبلات مساعد ترامب وممثله الخاص المكلف المفاوضات الدولية، مساء أمس الأول لأكثر من خمس ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس، بحسب بيان مشترك إسرائيلي أمريكي.

واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرينبلات في رام الله بالضفة الغربية المحتلة أمس، في أول لقاء مباشر بين الرئيس الفلسطيني وممثل عن الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.

وأضاف البيان ان نتانياهو وجيسون غرينبلات «أكدا مجددا التزام إسرائيل والولايات المتحدة بالتوصل الى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين يعزز أمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة».

وتابع ان المسؤولين «تباحثا في بناء المستوطنات على أمل التوصل الى مقاربة منسجمة مع هدف التوصل الى السلام والأمن».

واعلن نتانياهو لغرينبلات انه يعتقد «انه من الممكن التوصل الى السلام» خلال ولاية الرئيس ترامب، بحسب البيان.

من جهته، كتب غرينبلات في تغريدة على حسابه على موقع تويتر بأنه عقد «اجتماعا ايجابيا جدا وبناء» مع نتانياهو ناقشا خلاله «الوضع الإقليمي، وكيفية تحقيق تقدم نحو إحلال السلام، والمستوطنات».

ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا، وأنها تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام.

وتتزامن زيارة غرينبلات مع مزيد من الشكوك إزاء تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونوايا ترامب حيال هذا الموضوع.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأمريكية في أبريل 2014. ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الأساسي للأسرة الدولية لحل الصراع.

وكان ترامب سجل الشهر الماضي تمايزا جديدا عن عقود من السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط، إذ أكد خلال لقائه نتانياهو في واشنطن أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.

ولم يتطرق البيان الذي نشر عقب لقاء نتانياهو وغرينبلات ابدا الى حل الدولتين.

وسبقت الزيارة مكالمة هاتفية الجمعة كانت الأولى بين ترامب وعباس في حين تحادث الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي ثلاث مرات على الأقل منذ 20 يناير، وخصوصا في 15 فبراير شخصيا في البيت الأبيض. واكد عباس التزامه بحل الدولتين خلال مكالمته الهاتفية مع ترامب. والجمعة، دعا ترامب عباس الى زيارة البيت الأبيض قريبا.

وكان ترامب أعلن في 15 فبراير عن رغبته في التوصل الى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن تأكيده عدم تمسك الولايات المتحدة بحل الدولتين أثار ارتباكا واسعا.

وأثارت تصريحات ترامب منذ حملته الانتخابية قلقا كبيرا لدى القيادة الفلسطينية بسبب مواقفه المؤيدة لإسرائيل، وتعهده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وتعيين مؤيد للاستيطان كسفير للولايات المتحدة في الدولة العبرية.

ومنذ تنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء اكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، قبل أن يعلق البيت الأبيض على الموضوع.

ويعكس تسريع وتيرة الاستيطان رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة باراك أوباما التي كانت تعارض الاستيطان.

وتعد الحكومة التي يتزعمها نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة الى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي زيارة غرينبلات بينما دعا سياسيون من اليمين المتطرف الى ضم مستوطنة معاليه ادوميم القريبة من القدس والتي يعيش فيها أكثر من 37 ألف مستوطن إسرائيلي، في خطوة تثير جدلا حادا لأنها ستتسبب بقطع الضفة الغربية الى قسمين وعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار في المستقبل.

ويسعى نتانياهو الى تأجيل النظر في مشروع القانون من قبل لجنة برلمانية لتفادي الأزمة الأولى مع إدارة ترامب.

وبعيد لقائه ترامب في واشنطن، أعلن نتانياهو عن تشكيل فريق مشترك أمريكي-إسرائيلي لبحث قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

ويعيش نحو 400 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية، بحسب السلطات الإسرائيلية وسط 2,6 مليون فلسطيني.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحفيين ان غرينبلات «سيستمع كثيرا ويناقش وجهات نظر القادة في المنطقة، وجمع ارائهم حول الوضع الراهن وكيف يمكن إحراز تقدم نحو السلام في نهاية المطاف». وأضاف «أعتبرها أولى الزيارات إلى المنطقة». وقال إن من المرجح بحث قضية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة رغم انه لا يتوقع تحركا فوريا حيال هذه المسألة. وتابع تونر «نعتبرها تحديا لا بد من معالجته في مرحلة ما».