كلمة عمان

إطلالة حضارية عمانية من ليتوانيا

13 فبراير 2017
13 فبراير 2017

بالرغم من تنوع وتعدد وانتشار وسائل الإعلام بوجه عام، والتي حققت طفرة غير مسبوقة بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، إلا أن أساليب التواصل المباشر، الثقافية والفكرية والفنية، تظل من أكثر الوسائل تأثيرا وفاعلية في نقل صور صحيحة وقادرة على البقاء لفترات طويلة لدى الآخرين، وانطلاقا من هذا الإدراك من ناحية، ومن الشعور العميق بأهمية وقيمة التواصل الحضاري مع الشعوب الصديقة على امتداد العالم من حولنا من ناحية ثانية، فإنه ليس مصادفة أبدا أن يكون للتواصل الثقافي والفكري والفني النصيب الأكبر في حركة السلطنة وتواصلها مع الشعوب الصديقة في مناطق العالم المختلفة.

وفي حين تشكل كراسي السلطان قابوس العلمية، منارات علمية رفيعة، في عدد من أشهر جامعات العالم، في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا واستراليا وغيرها، فإن معارض- الإسلام في عمان - التي تنظمها السلطنة، من خلال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والجهات المعنية الأخرى، والتي زارت عشرات المدن في العالم، استطاعت أن تقدم - ولا تزال - صورة طيبة وحقيقية حول تسامح الدين الإسلامي الحنيف، وحول قيمه الرفيعة، التي تعلى من قيمة حياة الإنسان ومن دوره في عمارة الأرض وتنميتها والحفاظ عليها، وتشجع على قبول الآخر واحترام معتقداته، وتزداد الحاجة إلى مثل هذه المعارض الراقية للدخول إلى قلوب وعقول الشعوب الصديقة، ومواجهة حملة التشويه التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون بسبب ممارسات الجماعات الإرهابية التي تتمسح بالدين والإسلام منها براء. وبالتوازي والتكامل مع ذلك يأتي معرض «جوهر عمان»، الذي بدأ قبل عدة أيام في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، ويستمر حتى 28 من الشهر الجاري، ليفتح المجال واسعا أمام التواصل الثقافي والفكري والفني الرفيع من الشعوب الصديقة، وعلى نحو يعبر عن جوانب مختلفة للإرث الحضاري والتراث العماني العريق، وللنهضة العمانية الحديثة أيضا، وما تحققه من إنجازات تحقق مزيدا من التقدم والتطور للشعب العماني في مختلف المجالات، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

جدير بالذكر أن الفعاليات المتعددة والمتنوعة، التي يضمها «جوهر عمان»، التي تنظمها وزارة الإعلام، بالتعاون مع وزارة الخارجية، وعدد من الجهات الحكومية والأهلية الأخرى، تجتذب أعدادا كبيرة من أبناء الشعب الليتواني الصديق، للتعرف على جماليات محافظات السلطنة المختلفة، والإمكانات السياحية العديدة المتوفرة لها، والاستمتاع أيضا بالفقرات الفنية التي تقدمها فرقة الجمعية العمانية لهواة العود، والاطلاع على معرض الصور، وركن الكتاب العماني، وركن المنتجات الحرفية التقليدية العمانية، وركن الأزياء العمانية، وركن اللبان العماني، وهو ما يحظى باهتمام كبير وملموس من جانب أبناء الشعب الليتواني الصديق ويبقى اثره الإيجابي لوقت طويل وبما يدعم العلاقات الطيبة ومجالات التعاون بين الدولتين والشعبين الصديقين أيضا، خاصة وان كلا من معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، ومعالي السيد بدر بن بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية التقيا، بمناسبة افتتاح فعاليات «جوهر عمان» في فيلنيوس مع عدد من المسؤولين في الحكومة الليتوانية لبحث مجالات تطوير العلاقات العمانية الليتوانية في المجالات المختلفة.