شرفات

إيتالو كالفينو: كل ما كتبته يقع بين الشعر والسرد

13 فبراير 2017
13 فبراير 2017

حوار : وليم ويفر ودميان باتيجرو -

ترجمة أحمد شافعي -

• ما المكان الذي يحتله الهذيان في حياتك العملية ـ إن كان له من مكان.

ـ الهذيان؟ ... لنفترض أنني أجيب بأنني دائما شخص عقلاني. وأن كل ما أقول أو أكتب، بل أن كل شيء خاضع للعقل، والوضوح والمنطق ؟ فكيف يكون رأيك فيَّ؟ ستظن أنني أعمى تمام العمى حينما يتعلق الأمر بنفسي، كأنما بي نوع من البارانويا. ولو أنني أجبت في المقابل قائلا أوه نعم، أنا شخص هذياني فعلا، وأكتب دائما كأنما من حالة غشاوة، بل إنني لا أعرف كيف أكتب هذه الأشياء المجنونة، ستظنني مدعيا زائفا، يمثل شخصية غير قابلة كثيرًا للتصديق. ربما السؤال الذي ينبغي أن نبدأ منه هو السؤال عما أضعه من نفسي في ما أكتب. وإجابتي أنني أضع عقلي، وإرادتي، وذوقي، والثقافة التي أنتمي إليها، ولكنني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أسيطر، إن شئت، على اضطرابي العصبي، أو هذياني إن شئت أن نستعمل هذه الكلمة.

• ما طبيعة أحلامك؟ هل أنت أكثر اهتمامًا بيونج منك بفرويد؟

ـ حدث مرة بعدما قرأت «تفسير الأحلام» لفرويد أن ذهبت للنوم. وحلمت. وفي الصباح التالي كان بوسعي أن أتذكر حلمي بوضوح تام، فأمكنني أن أطبِّق منهج فرويد على حلمي وأفسِّره حتى أدق تفاصيله. في تلك اللحظة آمنت أن مرحة جديدة لي توشك على البدء، وأن أحلامي اعتبارًا من تلك اللحظة لن تعود قادرة على كتمان أسرارها عني. ولم يحدث ذلك. تلك كانت المرة الوحيدة التي أضاء فيها فرويد عتمة لاوعيي. ومنذ ذلك الحين وأنا أحلم مثلما كنت أحلم من قبل. فأنسى أحلامي، وإن تذكرتها لا أفهمها بل ولا أفهم حتى أوّلياتها البسيطة. وشرح طبيعة أحلامي لن يرضي التحليل الفرويدي أكثر من اليونجي. إنني أقرأ فرويد لأنني أرى فيه كاتبًا ممتازًا ... كاتبا بوليسيا يستطيع القارئ متابعته بشغف عظيم. كما أقرأ يونج الذي أثار اهتمامي بأشياء عظيمة الأهمية للكاتب كالرموز والأساطير. يونج ككاتب ليس في جودة فرويد. ولكنني على أي حال مهتم بكليهما.

• صور الحظ والصدفة تتواتران في أدبك، من خلط بطاقات التاروت إلى توزيع المخطوطات العشوائي. هل تلعب فكرة الصدفة دورا في تأليف أعمالك؟

ـ كتابي عن التاروت «قلعة المصائر المتقاطعة» هو أشد كتبي ارتباطا بالحسابات. ليس فيه شيء متروك للصدفة. ولا أعتقد أن الصدفة قد تلعب دورا في الأدب.

• كيف تكتب؟ كيف تمارس فعل الكتابة المادي؟

ـ أكتب باليد، وأُدخل الكثير، الكثير جدًا، من التصحيحات. يمكنني القول إنني أمحو أكثر مما أكتب. أقتنص الكلمات وأنا أتكلم، وتواجهني صعوبة مماثلة عند الكتابة. ثم أدخل، أو أقحم، عددا من الإضافات التي أكتبها بخط صغير جدًا. ثم تأتي لحظة يستعصي عليّ فيها أنا نفسي أن أقرأ خطي، فأستعمل نظارة معظمة لأستكشف ما الذي كتبته. وأكتب بخطين. أحدهما كبير بحروف ضخمة بعض الشيء، فتجد في حروف الـ o والـ a دوائر ضخمة. وهذا هو الخط الذي أستعمله وأنا أنقل أو وأنا واثق مما أكتب. خطي الآخر يرتبط بحالة ذهنية أقل ثقة، وهو خط صغير للغاية، تجد فيه حروف الـ o أشبه بالنقاط.

صفحاتي دائما غارقة في خطوط المحو والمراجعات. وكنت في زمن ما أكتب بخط اليد عددًا من المسودات. أما الآن فبعد المسودة الأولى، المكتوبة يدويا، والممتلئة تمام الامتلاء بالخربشات، أبدأ في الطباعة مباشرة، حالّا الشفرة في طريقي. وحينما أعيد قراءة النسخة المطبوعة على الآلة الكاتبة، أكتشف نصا مختلفا تمام الاختلاف أمنحه المزيد من المراجعة. ثم أدخل المزيد من التصحيحات. أحاول في كل صفحة أن تكون تصحيحاتي بالآلة الكاتبة، ثم أدخل المزيد من التصحيحات باليد. وغالبا ما تصبح الصفحة غير قابلة للقراءة بحيث يتحتم علي أن أطبعها مرة ثانية. إنني أحسد أولئك الكتاب الذين يستطيعون التقدم في الكتابة دونما تصحيح.

•هل تعمل كلّ يوم أم في أيام محددة فقط، وساعات محددة؟

ـ نظريًا أحب أن أعمل كل يوم. لكنني في الصباح أخترع أي مسوغ ممكن لكي لا أعمل: عليّ أن أخرج من أجل بعض المشتروات، لشراء الجريدة. أستطيع -كقاعدة عامة- أن أضيّع الصباح، فينتهي بي الحال جالسا للكتابة عند العصر. أنا كاتب نهاري، ولكن بما أنني أضيّع الصباح، أصبحت كاتبا عصريا. وأستطيع أن أكتب ليلا، لكنني حينما أفعل ذلك، لا أنام. لذلك أحاول اجتنابه.

• هل تكون لديك دائما مهمة محددة، شيء معيّن تقرر العمل عليه؟ أم تكون لديك عدة أشياء جارية في الوقت الواحد؟

ـ لدي دائمًا عدد من المشاريع. عندي قائمة بنحو عشرين كتابًا أود أن أكتبها، ولكن تأتي اللحظة التي أقرر فيها أن أكتب كتابا بعينه. أنا روائي على فترات. أكثر كتبي مؤلف من نصوص وجيزة تُجمع، قصص قصيرة، أو كتب ذات بنية كلية لكنها مؤلفة من نصوص متنوعة. بناء كتاب حول فكرة أمر مهم للغاية عندي. أقضي وقتًا كبيرًا في إقامة كتاب، واضعًا الخطوط العريضة التي يثبت في نهاية المطاف أنها عديمة الجدوى بالنسبة لي تمامًا. أرميها. ما يحدد الكتاب هو الكتابة، المادة القائمة فعليًا على الصفحة.

أبطئ كثيرًا قبل أن أبدأ. لو أن لديّ فكرة رواية، فإنني أبحث عن كل ذريعة ممكنة لكي لا أعمل عليها. ولو أنني أعمل على كتاب قصص، أو نصوص قصيرة، يكون لكل منها وقت بدايته. حتى في المقالات أتباطأ قبل البداية. حتى في مقالات الجرائد تواجهني كل مرة نفس مشاكل الشروع في الكتابة. ولا أكاد أبدأ حتى يمكنني أن أكون سريعًا إلى حد ما. بعبارة أخرى، أكتب بسرعة، لكنني أمر بفترات خواء هائلة. الأمر أشبه قليلاً بحكاية الفنان الصيني الذي طلب منه الإمبراطور أن يرسم سرطانًا بحريًا فقال الفنان أنا بحاجة إلى عشر سنوات ومنزل عظيم وعشرين خادما. ومضت عشر سنوات، وطلب منه الإمبراطور رسم السرطان البحري. فقال أحتاج سنتين أخريين. ثم طلب أسبوعا آخر. ثم تناول القلم ورسم السرطان البحري في عشر دقائق بخط واحد سريع.

• هل تبدأ بمجموعة صغيرة من الأفكار غير المترابطة أم بتصور أكبر تمضي تدريجيًا في ملئه؟

ـ أبدأ من صورة واحدة صغيرة ثم أكبِّرها.

• قال تورجينيف «أفضِّل المعمار وإن قلَّ عما ينبغي، عن القدر الوافر من المعمار الذي قد يغيِّب حقيقة ما أقول». هل تعلق على ذلك محيلا إلى كتابتك أنت؟

ـ صحيح أنه في الماضي، لنقل في السنوات العشر الماضية، كان للمعمار في كتبي مكان مهم للغاية، وربما أهم مما ينبغي. لكن فقط حينما أشعر أنني أنجزت بناء صارما، أعتقد أن لديَّ شيئا يقف على قدميه، بل عملا مكتملا. فعندما بدأت على سبيل المثال كتابة «مدن لا مرئية» لم تكن لديّ إلا فكرة غائمة عن الإطار، والمعمار الذي سيكون عليه الكتاب. ثم حدث قليلا قليلا أن أصبح التصميم بالغ الأهمية حتى أنه حمل الكتاب كله، صار الحبكة في كتاب لا حبكة له. وبوسعنا أن نقول مثل ذلك عن «قلعة المصائر المتقاطعة» فالمعمار هو الكتاب نفسه. بحلول ذلك الوقت كنت قد وصلت إلى هاجس بالبناء حتى أوشكت أن أصير مجنونا به. ويمكن القول إن رواية «لو أن مسافرًا في ليلة شتائية» ما كانت لتوجد بغير معمار شديد الدقة شديد الوضوح. أعتقد أنني نجحت في هذا، وهو ما يحقق لي رضا عظيمًا. وبالطبع لا ينبغي لذلك الجهد أن يشغل القارئ على الإطلاق. فالأمر المهم هو الاستمتاع بالكتاب، بغض النظر عن العمل الذي وضعته فيه.

• تعيش في مدن عديدة، متنقلا بصورة كبيرة نسبيا بين روما وباريس وتورينو وهذا البيت القريب من البحر أيضا. هل يؤثر المكان الذي تتواجد فيه على ما تفعله؟

ـ لا أظن. تجربة الحياة اليومية في مكان بعينه قد تؤثر على ما تكتبه، وليس مجرد الكتابة هنا أو هناك. أكتب في الوقت الراهن كتابا يرتبط بصورة ما بهذا البيت في توسكاني الذي أقضي الصيف فيه منذ سنوات عديدة. ولكنني أستطيع الاستمرار في ما أكتبه في مكان آخر.

• هل تستطيع الكتابة في غرفة بفندق مثلا؟

ـ بل كنت أقول إن الغرفة الفندقية هي المكان المثالي ـ فارغة، ومجهولة. لا تجد فيها كومة رسائل تنتظر الرد (أو الندم لعدم ردك عليها)، ولا يكون لدي فيها مهام أخرى. الغرفة الفندقية بهذا المعنى هي المكان المثالي. ولكنني أجد أنني بحاجة إلى مكان خاص، بل عرين، وإن كنت أفترض أنه لو كان في ذهني شيء واضح فبوسعي أن أكتبه في غرفة فندقية.

• هل تسافر مصطحبًا ملاحظاتك وأوراقك؟

ـ نعم، غالبًا ما أحمل ملاحظاتي معي، والخطوط العامة. ففي السنوات العشر الأخيرة أو نحوها باتت للخطوط العامة عندي مكانة الهاجس.

• كان والداك عالمين. ألم يرغبا أن يجعلا منك عالما؟

ـ أبي كان عالما زراعيا، وأمي عالمة نباتات. كان لديهما انشغال عميق بعالم النبات، والطبيعة، والعلوم الطبيعية. ولكنهما أدركا مبكرا جدا أنني لا أميل إلى تلك الوجهة، وليس لدي ميل الأطفال الطبيعي إلى ما يميل إليهم آباؤهم. يؤسفني الآن أنني لم أنهل ما استطعت من معارفهما. ولعل موقفي ذلك يرجع جزئيا إلى أن أبويّ كانا كبيرين. فقد ولدت عندما كانت أمي في الأربعين وأبي على مشارف الخمسين، فكانت المسافة كبيرة بيننا.

• متى بدأت الكتابة؟

ـ في مراهقتي لم أكن أعرف ماذا أريد أن أكون. بدأت أكتب مبكرا بعض الشيء. ولكن قبل أن أنجز أي كتابة على الإطلاق، كان لدي ولع بالرسم. كنت أرسم صورا كاريكاتورية لزملائي في الفصل، وللمعلمين أيضا، ورسومات خيالية، لكن بلا تعليم. وحينما كنت ولدا صغيرا أشركتني أمي في برنامج لتعليم الرسم بالمراسلة، وأول ما نشر لي -وليست لدي نسخة منه ولا أستطيع الحصول على نسخة- كان رسما. كان عمري إحدى عشرة سنة. ونشرت الرسمة في مجلة لمدرسة المراسلة تلك، وكنت أصغر تلميذ فيها. وكتبت شعرا وأنا صغير للغاية. ولما بلغت السادسة عشرة تقريبا، جربت كتابة أعمال للمسرح، فقد كان المسرح ولعي الأول، ربما خلال الفترة التي كانت صلتي بالعالم الخارجي فيها هي المذياع فكنت أستمع من خلاله لكثير من المسرحيات. وإذن فقد بدأت بكتابة المسرحيات ـ أو بمحاولة كتابتها. وفي الواقع كنت أرسم بعض مسرحياتي وقصصي مثلما كنت أكتبها. ولكنني حينما بدأت أكتب بجدية شعرت أن الرسم لدي يفتقر إلى أي أسلوب، أنني لم أنشئ لنفسي أسلوبا. فتوقفت عن الرسم. وبعض الناس يرسمون في الاجتماعات رسومات صغيرة على أي شيء. حتى ذلك علَّمت نفسي ألا أفعله.

• ولماذا هجرت المسرح؟

ـ بعد الحرب لم يعد المسرح في إيطاليا يقدم من يصلح مثالا يحتذى. كان القص الإيطالي يشهد انفجارة، فبدأت كتابة القص. وتهيأ لي أن أعرف عددا من الكتاب. ثم بدأت كتابة الروايات. الأمر لا يعدو آليات ذهنية. لو تعوّد امرؤ على أن يترجم إلى الرواية، فإن خبراته وأفكاره وما يريد أن يقوله تصبح رواية، ولا يبقى لديه من خامة لتعبير أدبي آخر. طريقتي في كتابة النثر أقرب إلى طريقة الشاعر في كتابة قصيدة. لست روائيا يكتب روايات طويلة، بل أركز فكرة أو تجربة في نص قصير يسير جنبا إلى جنب نصوص أخرى مكوّنين سلسلة. وأولي اهتماما كبيرا للتعبيرات والكلمات سواء في ما يتعلق بالإيقاع أو بالأصوات وبما تستنفره من صور. أعتقد على سبيل المثال أن كتاب مدن لا مرئية يقع في موضع ما بين الشعر والرواية. ولو كنت كتبته كله نظما، لجاء نوعا نثريا سرديا من الشعر ... أو ربما كان خرج شعرا غنائيا فالشعر الغنائي أحب الشعر لدي من بين ما أقرا للشعراء العظماء.

• كيف دخلت العالم الأدبي في تورينو، أو المجموعة التي كانت تتحلق حول دار نشر جيليو أيناودي وكتابها من أمثال تشيزاري بافيزي ونتاليا جينزبرج؟ كنت صغيرًا جدًا في ذلك الوقت.

ـ ذهبت إلى تورينو بالصدفة تقريبا. فحياتي كلها بدأت فعليا بعد الحرب. قبل ذلك كنت أعيش في سان ريمو، وهي نائية عن الأوساط الأدبية والثقافية تمامًا. ولما قررت الرحيل، كنت مترددا بين تورينو وميلانو. كان أول كاتبين قد اطلعا على كتاباتاي ـ وكلاهما أكبر مني بعقد كامل ـ هما بافيزي وكان يعيش في تورينو، وإليو فيتورينوي وكان يعيش في ميلانو. لوقت طويل ظللت لا أستطيع أن أختار إحدى المدينتين. ربما لو كنت اخترت ميلانو، وهي أنشط، وأكثر حيوية، لاختلفت الأمور. تورينو أكثر جدية، وأكثر تقشفا. كان اختيار تورينو اختيارًا أخلاقيًا إلى حد ما، إذ وجدت نفسي في تراثها الثقافي والسياسي. تورينو كانت مدينة المثقفين المناهضين للفاشية، وذلك هو الجانب الذي غازل لديّ افتتاني بالصرامة البروتستنتية. هي أكثر المدن بروتستنتية في إيطاليا، فهي بمثابة بوسطن الإيطالية. لعل اسم عائلتي [وكالفينو هو النسخة الإيطالية من كالفين، وجون كالفين كان من أهم اللاهوتين أثناء الإصلاح البروتستنتي]، ولعل انحداري من عائلة شديدة الصرامة، هما اللذان قدّرا لي أن أتخذ اختيارات أخلاقية. عندما كنت في السادسة في سان ريمو، كانت مدرستي الابتدائية الأولى مدرسة بروتستنتية. حشاني المعلمون حشوا بالكتاب المقدس، فبات لدي صراع داخلي: إذ أشعر بنوع من المعارضة لإيطاليا المتخففة المتباسطة وأجد نفسي في أولئك المفكرين الطليان الذين يعتقدون أن عثرات إيطاليا ناجمة عن عدم لحاقها بالإصلاح البروتستنتي، وفي الناحية الأخرى، كان طبعي نفسه مغايرا تماما للطهرانيين. فقد يكون اسم عائلتي كالفينو، لكن اسمي أنا في نهاية المطاف هو إيتالو [وتعني طلياني].

• هل تجد لشباب اليوم خصالاً غير التي كانت لشباب أيامك؟ هل تجد نفسك مع التقدم في العمر أميل إلى النفور مما يفعله الشباب؟

ـ من وقت إلى آخر يصيبني الشباب بالجنون، وأفكر في العظات المطولة التي لم أمارسها قط، أولا لأني لا أحب أن أعظ، وثانيا لأنه لن يستمع لي أحد. وهكذا لا يبقى لي إلا أن أن أواصل تأمل مصاعب التواصل مع الشباب. لقد حدث شيء ما بين جيلي وجيلهم. انقطعت استمرارية التجربة ربما لاختلاف المرجعيات. ولكنني إذا أرجعت النظر في شبابي لاكتشفت أنني لم أكن أولي اهتماما بالنقد، والتوبيخ، أو حتى المقترحات. ومن ثم فليست لي سلطة تخول لي اليوم أن أفتح فمي.

نشرت الحلقة الأولى من ترجمتنا لهذا الحوار الأسبوع الماضي، وكانت عبارة عن ثلاث مقدمات للحوار، وتنشر الحلقة الأخيرة الأسبوع القادم. أما الحوار نفسه فنشر في باريس رفيو في العدد 124 الصادر في خريف 1992، ويحمل الرقم 130 في سلسلة حوارات المجلة مع كتاب القص في العالم.