Ali
Ali
أعمدة

اوراق: أحداث واقعية من الواتساب

01 فبراير 2017
01 فبراير 2017

علي بن خلفان الحبسي -

[email protected] -

رغم مرور الزمن لكن مازال هناك قصور في تعاملنا مع النظم الإلكترونية الحديثة، فيما العالم وصل إلى ما لم نصل إليه من استغلال ملحوظ للتقنية الحديثة في مؤسساتهم وتعاملاتهم اليومية، حيث ساهمت التقنية الحديثة لديهم في التقدم الملحوظ الذي رافق كافة مجالات الحياة العصرية لديهم عمليا ومن ثم ترفيهيا.

أتحدث هنا في مختلف مجالات التقنية الحديثة عموما انطلاقا من عالم الألعاب الترفيهية إلى اليوتيوب والفيسبوك والتويتر والإنستجرام والسناب شات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعية العديدة التي ألهبت عقولنا وسبحنا في أعماقها واستغلها البعض الاستغلال السيئ ليأتي الواتساب ويمسح ربما ما سبق، حتى الإيميل ومواقع الإنترنت أصبحت شيئا من الماضي، فيما الفاكس عاد شيئا باليا في وقت كان يفكر البعض كيف لهذه الورقة أن تسبح في فضاءات الكون لتصل إلينا من أبعد أصقاع الأرض في ثوان.

اليوم الواتساب أصبح وأمسى يتصدر كل شيء ويسجل صفحات غامقة من أسوأ التعاملات البشرية والمجتمعية كانت ربما أعتقد لن تكون آخرها، حيث نجد تداول عرض مرئي لحفل زواج يظهر فيه على الملأ الزوج والزوجة ومجموعة نساء يصورن وينشرن ما يحلو لهن من هذه المناسبة دون مراعاة لشعور الآخرين ولا لحرمة المجتمعات وتقاليدها ضاربات بذلك عرض الحائط وما قد يترتب على ذلك مستقبلا.

مشهد آخر يتم تداوله بالهاتف لحادث مروري أو غيرها من الحوادث يظهر فيه شاب أو شابة أو حتى طفل وطفلة تحتضر وتصارع قساوة الموت ليرى ذلك من على الأرض ويصل إلى أبعد ما كنا نصور ونتصور دون قلب أو رحمة وعلى الأقل من باب الإنسانية لإنقاذ ذلك المصاب لا أن نصور مأساته.

مشاهد أخرى لطفل وغيره من أفراد الأسرة ممسكا بهاتفه يصور أسرته وخصوصياتها وينتشر ذلك العرض المرئي كانتشار النار في الهشيم في كل مكان ويسبب ذلك المشهد ما قد يسببه من تفكك لتلك الأسرة أو أنها تكون حديثا للناس في وقت كان الناس أصلا ينبشون في كل شيء لتحلو مجالس النميمة.

أيضا تنتشر اليوم عشرات المقاطع الصوتية لمكالمات مسجلة فيها الاستهزاء والسخرية بأشخاص آخرين ربما صدقوا مقالب الطرف الآخر من باب الثقة فيمن اتصل لتنشر هذه التسجيلات أيضا إلى ما كنا نتوقع ويحدث بعدها ما لم يكن في الحسبان.

مشاهد مروعة نشاهدها على طرقاتنا ، قائدو المركبات وهم يلهون بالواتساب ومركباتهم تنحرف يمينا وتارة يسارا وكلها ثوان لتصدم مركبة أخرى قادمة أو أن تخرج عن الطريق ويلقى من فيها حتفهم ويهلك من هلك.

جلسات أسرية واجتماعية فقدت بريقها ورونقها لأنها لم تعد كما كانت، أصبح الهاتف ونيسها في كل مكان، لا ترى إلا ابتسامات تعلو الوجوه فيما المكان يخيم عليه الهدوء وأخرى تخيم عليها ضوضاء ما يعرض من مشاهد مرئية وصوتية. فلنتق الله فيما ننشر من مرئيات وصوتيات وإشاعات مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ولنتق الله، لأننا ندخل بيوت الله وفي هواتفنا عشرات المشاهد البذيئة، فكيف يقبل الرب صلاتنا، وهل أنتم قادرون على تحمل ذنوب ما تنشرون إذا ما شاهد ما أرسلتم لملايين البشر .. والله المستعان.