الاقتصادية

أسعار النفط ترتفع بفضل هبوط الدولار والتزام أعضاء «أوبك» بخفض الإنتاج

24 يناير 2017
24 يناير 2017

55.70 دولار للبرميل «برنت» -

لندن - سنغافوره - نيويورك - ( رويترز): ارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس مستأنفة مكاسبها التي توقفت يوم الاثنين ضمن عمليات التقاط الأنفاس، ويأتي هذا الارتفاع استنادا على خفض العراق نحو 9 بالمائة من حصتها ضمن اتفاق خفض الإنتاج العالمي، ويكبح المكاسب استمرار المخاوف حول توقعات زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وصعد خام برنت إلى مستوى 55.70 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 55.40 دولار وسجل أعلى مستوى 55.78 دولار، وأدنى مستوى 55.39 دولار. وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 53.15 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 52.86 دولار وسجل أعلى مستوى 53.25 دولار، وأدنى مستوى 52.83 دولار. وفقد النفط الخام الأمريكي (تسليم مارس) بالأمس نسبة 0.7 بالمائة، وانخفضت عقود برنت (عقود مارس) بنسبة 0.2 بالمائة، بفعل توقعات زيادة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

في العراق (ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك) قال وزير النفط جبار اللعيبي: إن بلاده خفضت إنتاجها بمقدار 180 ألف برميل يوميا، وفي طريقها صوب تخفيض 30 ألف برميل أخرى قبل نهاية هذا الشهر.

وتبلغ حصة العراق من إجمالي الخفض العالمي نحو 210 آلاف برميل يوميا، ويأتي خفض نحو 9 بالمائة من حصتها امتثالا لتنفيذ الاتفاق. وكان خالد الفالح وزير الطاقة السعودي قد أكد الأسبوع الماضي (إن 1.5 مليون برميل تم سحبها من الأسواق خلال الشهر الجاري من إجمالي نحو 1.8 مليون برميل اتفق المنتجين داخل وخارج أوبك على سحبها من السوق).

في الولايات المتحدة ومع ارتفاع منصات الحفر والتنقيب الأسبوع الماضي لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2015، من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو ما أكدت عليه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بارتفاع الإنتاج خلال فبراير المقبل.

الجدير بالذكر أن طفرة النفط الصخري كانت أحد أسباب تخمة المعروض بالأسواق والتي أدت إلى انهيار أسعار النفط منذ يونيو 2014.

وفي أسواق آسيا ارتفعت أسعار النفط أمس مع انتعاش السوق بفضل هبوط الدولار الأمريكي وتخفيضات الإنتاج المعلنة من قبل أوبك ومنتجين آخرين، لكن نمو أنشطة الحفر بالولايات المتحدة سيحد على الأرجح من مكاسب النفط.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 38 سنتا أو ما يعادل 0.7 في المائة إلى 55.61 دولار للبرميل. وزاد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 37 سنتا إلى 53.12 دولار للبرميل. وقبع الدولار قرب أدنى مستوياته في سبعة أسابيع تحت ضغط مخاوف من تأثير سياسات الحماية التجارية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال وزراء يمثلون الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجون من خارجها خلال اجتماع في فيينا يوم الأحد: إنه جرى تقليص الإنتاج بالفعل بواقع 1.5 مليون برميل من أصل نحو 1.8مليون برميل يوميا اتفق عليها المنتجون.

وقالت برنشتاين للطاقة: إن مخزونات النفط العالمية انخفضت 24 مليون برميل إلى 5.7 مليار برميل في الربع الأخير من العام الماضي مقارنة مع الربع السابق. لكن هذه الكميات تمثل 60 يوما فقط من استهلاك النفط العالمي.

وتعوض زيادة في إنتاج الخام الأمريكي تخفيضات إنتاج النفط من قبل منتجين رئيسيين. وأظهرت بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة يوم الجمعة أن شركات النفط الأمريكية أضافت حفارات لإنتاج الخام بأكبر وتيرة في نحو أربعة أعوام لتواصل بذلك موجة صعود في أنشطة الحفر مستمرة منذ ثمانية أشهر.

وفي ختام التعاملات يوم الاثنين تراجعت أسعار النفط واحدا بالمائة بفعل مؤشرات على انتعاش قوي في الإنتاج الأمريكي مما ألقى بظلاله على أنباء أن المنتجين من أوبك وخارجها يتجهون صوب تحقيق أهداف خفض الإنتاج.

وكان وزراء يمثلون أعضاء منظمة أوبك ومنتجين من خارج أوبك قالوا خلال اجتماع في فيينا يوم الأحد: إنهم خفضوا الإنتاج 1.5 مليون برميل يوميا من نحو 1.8 مليون برميل يوميا اتفقوا على حجبها عن السوق بداية من أول يناير.

وقال فيليب فلين المحلل لدى برايس فيوتشرز جروب للسمسرة في شيكاغو: رغم تصريحات مطلع الأسبوع خلال اجتماع مراقبة الامتثال بأن إنتاج أوبك والدول غير الأعضاء قد تراجع أسرع من الجدول الزمني فإن الزيادة الحادة في منصات الحفر الأمريكية والحديث عن زيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي ينالان من حالة التفاؤل على ما يبدو.

وزاد عدد منصات الحفر الأمريكية بأكبر قدر في نحو أربع سنوات الأسبوع الماضي حسبما أفادت بيانات من شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز يوم الجمعة وسط تعافي أنشطة الحفر للشهر الثامن على التوالي.

وتحدد سعر التسوية لخام برنت على انخفاض 26 سنتا بما يعادل 0.5 بالمائة عند 55.23 دولار للبرميل. وأغلقت العقود الآجلة للخام الأمريكي عند 52.75 دولار للبرميل بانخفاض 0.9 بالمائة أو 47 سنتا. وقلّصت الأسعار خسائرها بعد أن قال وزير النفط العراقي: إن من السابق لأوانه قول ما إذا كان ينبغي تمديد اتفاق خفض الإنتاج وأنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط إلى ما بين 60 و65 دولارا للبرميل.

العراق: معظم شركات النفط الكبرى تشارك في تخفيضات أوبك

وعلى صعيد تنفيذ اتفاق الخفض قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي: إن معظم شركات النفط الكبرى العاملة في العراق تشارك في تخفيضات إنتاج الخام المتفق عليها بين أوبك والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة من أجل إعادة التوازن إلى السوق.

واتفقت أوبك ومنتجون مستقلون العام الماضي على خفض الإنتاج - في أول اتفاق من نوعه خلال 15 عاما - من أول يناير لتصريف تخمة المعروض العالمي من النفط. ساهم ذلك في دفع أسعار الخام للصعود إلى 55 دولارا للبرميل من أدنى مستوياتها في 12 عاما قرب 27 دولارا قبل عام.

وقال اللعيبي لرويترز على هامش مؤتمر: إنه للوفاء بحصة العراق من الخفض فإن بلاده خفضت الإنتاج من (حقولها الوطنية) ومن حقول شركات النفط الأجنبية العاملة في العراق التي شاركت أيضا في الخفض. وتابع (نتعاون مع شركات النفط الأجنبية ليقوموا بالخفض من ناحيتهم. لدينا اتفاقات مع معظم تلك الشركات وليس جميعها بأنهم سيكونون على خط واحد معنا. يمضي هذا بشكل جيد).

ووافق العراق على خفض إنتاجه نحو 210 آلاف برميل يوميا بموجب الاتفاق وقال اللعيبي في وقت سابق أمس الأول: إن بلاده ملتزمة بالاتفاق.

وأضاف لرويترز: إنه (سعيد جدا) بالتقدم الذي أحرزه اتفاق خفض الإنتاج مبديا أمله في أن تشهد الأسعار مزيدا من الارتفاع.

وقال اللعيبي: تتجه الأسعار صوب 60 دولارا الآن. نأمل أن تصل إلى مستوى 60 دولارا وتتمكن من الوصول إلى 60-65 دولارا. وتابع: إنه من السابق لأوانه قول ما إذا كانت هناك حاجة إلى تمديد الاتفاق بعد النصف الأول من 2017. وقال (سنرى. نعتقد أن السوق ستتوازن).

والعراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك حيث زاد إنتاجه بسرعة في السنوات الأخيرة ويخطط لمزيد من الزيادة بعد انقضاء اتفاق أوبك.

وقال اللعيبي ردا على سؤال عن المستوى المثالي لإنتاج العراق في الأجل الطويل: حتى الآن نستهدف مستوى ستة إلى سبعة (ملايين برميل يوميا).