891928
891928
عمان اليوم

تطوير مهارات الأطباء النفسيين في تشخيص اضطراب طيف التوحد

08 يناير 2017
08 يناير 2017

891924

برنامج وطني يستهدف تحسين خدمات الرعاية النفسية للأطفال واليافعين -

بدأت وزارة الصحة ممثلة في قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية صباح امس البرنامج الوطني لتدريب الأطباء النفسيين للأطفال واليافعين والأخصائيين النفسيين على استخدام مقياس ملاحظة تشخيص التوحد ADOS وذلك برعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بفندق هوليدي ان مسقط.

ويشتمل البرنامج الذي يقام في إطار سعي قسم الصحة النفسية لتفعيل خدمات الصحة النفسية للأطفال واليافعين، ويستمر لمدة ثلاثة أيام على العديد من أوراق العمل يقدمها نخبة من خبراء بمجال اضطراب طيف التوحد من معهد ماي بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تدريب الأطباء العاملين على المهارات الإكلينيكية والطرق الأمثل لتحسين جودة خدمة تشخيص اضطراب طيف التوحد باستخدام ADOS)).

ويشارك في البرنامج حوالي 50 مشاركا ما بين أطباء وأخصائيين نفسيين من مختلف محافظات السلطنة.

وألقى الدكتور سعيد بن حارب بن مانع اللمكي، مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة كلمة في افتتاح البرنامج أشار فيها إلى أن الحلقة التدريبية نظمت لتطوير مهارات الأطباء النفسيين في استخدام أدوات تشخيص اضطراب طيف التوحد والعمل على تحسين خدمات الرعاية الصحية النفسية للأطفال واليافعين، وبحسب ما أبرزته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يجب أن ينعم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بحيـاة كريمـة علـى أكمـل وجـه، في ظل ظروف تكفل لهم كرامتهم وتعزّز اعتمادهم على النفس وتسهّل مـشاركتهم الفعليـة في المجتمـع، وتمـتعهم الكامـل بجميـع حقـوق الإنـسان والحريـات الأساسـية علـى قـدم المـساواة مـع الأطفال الآخرين.

وأوضح اللمكي أنه بحسب الإحصائيات العالمية، والتي لا تختلف كثيرا عن المحلية المسجلة في السلطنة بلغ معدل الحالات في السلطنة عام 2000(1/‏‏‏150 حالة)، وفي عام 2015 بلغ المعدل (1/‏‏‏68) حالة.

وأشارت إحصائيات عام 2015 إلى أن مجمل الحالات المشخصة في مستشفى المسرة والبالغ عددها 474، منها 106 كحالة جديدة و313 حالة متابعة دورية و55 غير محددة، وفي مستشفى جامعة السلطان قابوس بلغت الحالات 800 حالة. ومن المتوقع أن تكون الحالات في ازدياد مع الوقت، وهذه الأرقام تقديرية لعدم توافر سجل وطني.

وأضاف: أن اضطراب طيف التوحد بحاجة ماسة إلى تحرك كبير وواسع، نظرًا لتزايد الحالات المصابة به، وهذه الزيادة في الحالات جاءت بسبب اهتمام وزارة الصحة للعمل على توافر الخدمات التشخيصية في الرعاية الثالثية، فضلا عن زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر للحصول على التأهيل المناسب بفترة أبكر، ومن هذا المنطلق سعت وزارة الصحة بدائرة الأمراض غير المعدية قسم الصحة النفسية، إلى تفعيل برنامج الصحة النفسية للأطفال واليافعين والعمل على تحسين الخدمات التشخيصية والعلاجية المقدمة لهذه الفئة، من خلال إعداد سياسة وإستراتيجية وطنية بالشراكة مع قسم صحة المرأة والطفل- قيد الاعتماد-، والتي أثمرت عن إعداد استبيان الكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد بالتنسيق مع قسم الطب التطوري النمائي بمستشفى جامعة السلطان قابوس.

وقدم الدكتور رالف سبيري المدير التنفيذي للمركز الوطني للتوحد بمعهد ماي في بوسطن كلمة استعرض خلالها أهم أوراق العمل المقدمة وهي لمحة عامة عن عملية تشخيص طيف التوحد ومقدمة ADOS واستعراض تطور الأدوات وكفاءة التقنية، واستعراض الاختلاف بين الوحدات وعملية اختيار الوحدة والتعاريف السلوكية والاتفاقيات والترميز.

وقدمت الدكتورة أميرة الرعيدان، رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، في كلمتها نظرة عامة عن اضطراب طيف التوحد في السلطنة وأهمية الكشف المبكر عنه وعن الاضطرابات النمائية الأخرى وقالت: إن رفع مستوى المسؤولية التي نحملها تجاه هؤلاء الأطفال يتأتى من خلال تأهيل الكوادر العاملة في مجال القطاع الصحي للتعامل مع هذه الحالات، من خلال توفير أدوات الكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد على مستوى مراكز الرعاية الصحية الأولية، كونها المقر الرئيسي للحصول على الخدمات الصحية. ولهذه الغاية، تم قبل أربعة أشهر تدشين الحلقة الوطنية بعنوان الكشف المبكر عن اضطراب طيف التوحد باستخدام استبيان النسخة العمانية المعززة بالصور M-CHAT .

وتأتي هذه الورشة الحالية، استكمالا لسلسلة الخدمات الصحية الواجب توافرها من خلال تدريب الأطباء النفسيين للأطفال واليافعين، والأخصائيين النفسيين على استخدام مقياس ملاحظة تشخيص التوحد ADOS، والتي تستمر لمدة 3 أيام، ويديرها نخبة من الخبراء والمختصين باضطراب طيف التوحد من معهد ماي بوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وأضافت: على ضوء ما سبق جاء هذا البرنامج كترجمة فعلية بضرورة تطوير الخدمات الصحية وتقوية الجانب الفني الطبي، جنبا إلى جنب بالتعاون والشراكة مع القطاعات الحكومية الأخرى متمثلة بوزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة التربية والتعليم، مثمنين الجهود التي تبذلها في السعي إلى تقديم الخدمات الأساسية في الجوانب التأهيلية والتعليمية، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية دور الجمعيات الأهلية في زيادة الوعي المجتمعي، ولما للتشخيص والكشف المبكر من أهمية في رفع كفاءة مستوى الخدمات الصحية المقدمة في هذا المجال، فإن تحسين الحياة النوعية للطفل وأسرته ودمجه في المجتمع من الأولوية بمكان.

وفي ختام حفل الافتتاح كرم الدكتور يحيى المعولي المحاضرين في الحلقة.

واستكمالا لسلسلة برامج التدريب في مجال الصحة النفسية للأطفال واليافعين سيعقب البرنامج التدريبي، تقديم حلقة عمل تدريبية لأولياء الأمور، والأطباء العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية، والأخصائيين النفسيين، والمعالجين التأهيليين، والمدرسين، لتعزيز المهارات السلوكية في التعامل مع أطفال طيف التوحد. كما سينظم قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية خلال الأسبوع الجاري حلقة عمل تدريبية بعنوان تدشين البرنامج الوطني لتطوير المهارات السلوكية واستراتيجيات التعامل مع أطفال طيف التوحد.