890786
890786
تقارير

الاستخبارات الأمريكية تواجه ترامب إزاء اتهام روسيا بالقرصنة

06 يناير 2017
06 يناير 2017

الرئيس المنتخب يحاول تهدئة المخاوف حول تقاربه من بوتين -

890782

واشنطن- (أ ف ب): من المقرر أن يواجه قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بما توفر لديهم من أدلة على اتهامهم روسيا بمحاولة غير مسبوقة لعرقلة الانتخابات الأمريكية من خلال قرصنة ملفات منافسيه الديمقراطيين.

ويأتي الاجتماع وسط تزايد التوتر بين قادة تلك الأجهزة ورئيسهم المقبل الذي رفض أي تلميح بأن موسكو تدخلت في الانتخابات لصالحه.

وأمس صرح الرئيس الأمريكي بارك أوباما لشبكة «إن.بي.سي» في شيكاغو: «أملي أنه عندما يتم إطلاع الرئيس المنتخب على التقرير، ويتمكن من دراسة المعلومات الاستخباراتية، وعندما يتم تشكيل فريقه ويتيقنون من مدى حرفية وفعالية هذه الأجهزة فإن التوتر الحالي سيتراجع».

وبعد أن أثار ترامب الشكوك أول مرة في وقت سابق من الشهر الماضي بشأن هذه الأجهزة، طلب أوباما منها تقديم تقرير شامل حول الهجمات المعلوماتية والاتهامات بالتدخل الروسي في الانتخابات.

ويتوقع أن يشارك في الجلسة جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية ومايك روجرز رئيس وكالة الأمن القومي وجيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) وجون برينان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه).

وصرح كلابر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ امس الأول بأن لديه «ثقة عالية» في النتائج التي تم التوصل إليها.

وأضاف أن «الروس معروف عنهم أنهم يتدخلون في الانتخابات سواء في انتخاباتهم أو انتخابات غيرهم»، وأضاف «لقد انطوت الحملة على جوانب متعددة، وكانت القرصنة إحدى جوانبها واشتملت كذلك على الدعاية الإعلامية الكلاسيكية والتضليل ونشر المعلومات الكاذبة».

وقال كلابر وروجزر ومارسيل ليتر نائب وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات في بيان مشترك: إن «كبار المسؤولين الروس وحدهم» قادرون على إعطاء الإذن للقيام بهذه العملية التي سرق خلالها القراصنة ملفات ورسائل بريد إلكتروني تعود لمسؤولي الحزب الديمقراطي».

وبعد ذلك تم نشر تلك الملفات عبر موقع ويكيليكس ما تسبب بالحرج للحزب الديمقراطي وأضر بمرشحته الخاسرة هيلاري كلينتون.

وقال كلابر: إن «روسيا لعبة كثفت الهجمات المعلوماتية بزيادة عمليات التجسس الإلكتروني وتسريب البيانات المسروقة عن طريق هذه العمليات واستهداف أنظمة بنى تحتية حساسة».

وترامب الذي تعهد بالتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد توليه منصبه في 20 يناير نفى تلك الاتهامات مرارا.

وسخر الرئيس الجمهوري عبر تويتر من أخطاء الاستخبارات السابقة التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي اي ايه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) وغيره من أجهزة الاستخبارات وتحداها أن تثبت أن عمليات القرصنة والتسريبات هي من عمل حكومة بوتين.

وفي وقت متأخر من أمس الأول تساءل مرة أخرى «كيف ولماذا هم متأكدون إلى هذه الدرجة بشأن عمليات القرصنة» زاعما أن اللجنة الوطنية الديموقراطية منعت مكتب الأف بي آي من الدخول إلى خوادمها.

وذكر مسؤولون أمريكيون على اطلاع على التقرير لشبكة سي ان ان أنه تم تحديد هوية الأشخاص الذين وفروا الرسائل الإلكترونية المسروقة من روسيا إلى ويكيليكس.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات من مسؤولين روس كبار تشير إلى أنهم احتفلوا بانتصار ترامب على أنه فوز لموسكو.

وسيتم مطلع الأسبوع المقبل نشر نسخة غير سرية من التقرير الذي سيقدم إلى الرئيس بعد إزالة تفاصيل حساسة منه.

وقال كلابر: «أعتقد أن الناس يجب أن يطلعوا على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه المسالة».

إلا أن الجلسة المرتقبة التي حضرها قادة أجهزة الاستخبارات امس الأول لم تقدم أية أدلة جديدة على الاتهامات. وعندما طلب أعضاء مجلس الشيوخ المشاركين في الجلسة مزيدا من الأدلة، قال كلابر إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك علنا خشية أن يضر بمصادر وعمليات أجهزة الاستخبارات، وأضاف: «لقد استثمرنا المليارات وعرضنا حياة العديد من الأشخاص للخطر للحصول على مثل هذه المعلومات».

وستأتي جلسة اليوم لاطلاع ترامب على التقرير وسط مخاوف من أن علاقاته تسممت بالفعل مع أجهزة الاستخبارات التي تعد جزءا مهما من مؤسسة الأمن القومي.

وأثار ترامب المزيد من الخلافات الأربعاء الماضي عندما ردد ما قاله مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج إن أي شخص حتى لو كان مراهقا عمره 14 عاما يمكن أن يكون وراء عمليات القرصنة.

وبعد تعرضه لانتقادات قوية من السياسيين في الحزبين بسبب تصديق ترامب لاسانج أكثر من تصديقه للسي اي ايه والاف بي اي، دافع ترامب عن نفسه امس الأول.

وقال على تويتر «الإعلام يكذب ليجعل الأمر وكأنني ضد -الاستخبارات- في حين أنني بالفعل من أكبر المعجبين بها».

وأضاف «الإعلام الكاذب يود أن يقول: إنني أتفق مع جوليان اسانج. وهذا خطأ. أنا فقط أنقل ما قاله، وعلى الناس أن يقرروا ما هي الحقيقة».

وردا على ذلك قال كلابر دون الإشارة إلى ترامب: «هناك اختلاف بين التشكيك الصحي والاستخفاف» بأجهزة الاستخبارات، وأضاف «لقد تلقيت العديد من التصريحات المعربة عن القلق من نظراء خارجيين، حول الاستخفاف بأجهزة الاستخبارات»، وقال: إن «ثقة الناس بأجهزة الاستخبارات مهمة للغاية».

وأفادت وسائل إعلام أمريكية عديدة أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اختار سناتورا سابقا ممنوعا من السفر إلى روسيا لتولي منصب مدير الاستخبارات الوطنية.

وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن اختيار ترامب للسناتور الجمهوري السابق عن ولاية انديانا دان كوتس (73 عاما) يرمي إلى تهدئة مخاوف أولئك الذين يعتقدون أن الرئيس المنتخب قد يهادن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا سيما أنه يرفض الاتهامات التي وجهتها الاستخبارات الأمريكية إلى موسكو بالوقوف خلف هجمات إلكترونية استهدفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكوتس هو واحد من ستة سناتورات وثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض فرضت عليهم موسكو حظرا على السفر إلى روسيا في 2014 ردا على العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن بسبب ضمها شبه جزيرة القرم.

ويومها رد السناتور كوتس معتبرا الحظر الروسي «شرفا» له، وقال كوتس وقتها «رغم أنني أشعر بخيبة الأمل لأنني لن استطيع أن أذهب في إجازة مع عائلتي إلى سيبيريا هذا الصيف، إلا أنه يشرفني أن أكون على هذه القائمة».

وكوتس هو سناتور انديانا من 1989 حتى 1999 ومن 2011 حتى انتهاء مدته الثلاثاء. وعمل سفيرا لبلاده في ألمانيا من 2001 حتى 2005 في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، وكان عضوا في لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الاستخبارات وفي عدد من اللجان الاقتصادية خلال السنوات الست الماضية.

ويتعين المصادقة على تعيينه من مجلس الشيوخ. وسيحل كوتس محل جيمس كلابر الذي يشغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية في إدارة باراك أوباما منذ 2010.

ومدير الاستخبارات الوطنية منصب استحدث بعد اعتداءات سبتمبر 2001 مهمته تنسيق أنشطة وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة وعددها 17 وكالة بينها خصوصا وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» ومكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» ووكالة الأمن القومي «ان اس ايه».

ومدير الاستخبارات الوطنية ليست لديه عمليا سلطة على أي من هذه الوكالات ولكن مهمته هي الحرص على أن تتبادل هذه الوكالات فيما بينها معلوماتها الاستخبارية وأن لا تكون هناك ازدواجية في العمل نفسه.

وفي 2013 دافع كوتس عن وكالة الأمن القومي بعد أن كشف المتعاقد السابق ادوارد سنودن عن أن الوكالة تقوم سرا بجمع البيانات الهاتفية للمواطنين الأمريكيين.

وكتب في صحيفة وول ستريت جورنال أن «أجهزة الاستخبارات تقوم بالعمل الذي طلبه منها الشعب الأمريكي ... وهذه البرامج هي من الوسائل الأكثر فاعلية المتوافرة لدينا لحماية البلاد من تنظيمات إرهابية مثل القاعدة».

وبحسب التقارير فإن ترامب يرغب في إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات الأمريكية وربما تقليصها، وهو العمل الذي سيوكل إلى كوتس في حال تأكيد تعيينه.

ورفض شون سبايسر المتحدث باسم ترامب في حديث مع صحيفة وول ستريت في وقت سابق أمس الأول أنباء أن ترامب يريد تقليص عمل مكتب مدير الاستخبارات القومية وإعادة هيكلة وكالة السي اي اي، وقال «لا صحة في فكرة إعادة هيكلة البنى التحتية لأجهزة الاستخبارات، هذا خاطئ 100%».

إلا أن السناتور جون ماكين قال أمس الأول إنه علم أن العمل يجري حاليا على إدخال بعض التعديلات على تلك الأجهزة، وقال «إنهم يتحدثون عن تغيير تركيبة الأجهزة وموظفيها، ولكنهم لا يتحدثون عن إلغاء منصب مدير الاستخبارات الوطنية».