أعمدة

أمواج .. الإدارة العامة للمرور تتميّز

28 ديسمبر 2016
28 ديسمبر 2016

فوزي بن يونس بن حديد -

ليس سهلا أن تتواصلَ مع شريحة كبيرة من المتابعين والمدوّنين والكتّاب والإعلاميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكاته المتعدّدة والمتنوّعة والمختلفة، وليس صعبا أن تنقل وجهة نظر معيّنة بطريقة ذكيّة وهادفة، لكن أن تقنع الآخر بفكرتك وبرامجك ومنطلقاتك وأهداف مشروعك فهذا – في نظري- يحتاج إلى عبقريّة وجهد غير عادي لأنه يتطلّب منك جملة من الأمور أوّلها الصبر والعزيمة والتحدي وثانيها تنوّع أساليب الخطاب وثالثها عدم استعجال النتائج، وهذا ما قامت به الإدارة العامة للمرور خلال حملتها الوقائية والإرشادية والتنبيهية التي تهدف إلى التقليل من الحوادث والحدّ من عدد الوفيات والإصابات منذ الخطاب السامي التاريخي في صحار سنة 2009م .

وقد اتبعت الإدارة العامة للمرور استراتيجية إعلامية وإعلانية محكمة من خلال ما قامت به من توعية مكثّفة عبر قنواتها الإعلامية، وقد أبدعت في ترويج أفكارها عبر اتصالات مباشرة مع الآخر في حوار هادئ يغلب عليه النقاش الرصين والنقد البنّاء، وهي منظومة جديدة تبنتها شرطة عمان السلطانية في التعامل مع مستخدمي الطريق، والملاحظ أن الإدارة العامة للمرور اتبعت في ذلك أساليب متنوعة فابتعدت عن الترهيب أسلوبا لأنه لا يؤتي أكله في عالم يصغي فيه الشباب إلى لغة العقل والإقناع، وهو المشاركُ في صنع القرار بعد أن يدلي بملاحظاته واقتراحاته واهتماماته للجهات المسؤولة.

ولا يخفى أن هذا الدور يتقمّصه رجال آمنوا بأن البناء يحتاج إلى عمل متواصل وخطط واستراتيجيات متعدّدة وهو ما عملت على إيجاده الإدارة العامة للمرور عند تدشينها موقع الإدارة وتواصله المستمر والدائم عبر شبكة التواصل الاجتماعي بجميع فروعه، بين معلومة مفيدة وتحذير من مشكلة، وإضاءات مرورية متنوعة، ونقطة حوار للتعبير عما يجيش في القلب، ومقالة توعوية مركّزة، هذا التنوع أكسب الموقع احتراما عالميا وإقليميا ومحليا، وجعله من أبرز المواقع التفاعلية مع الآخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأهّله أن يكون في مصافّ المواقع المرورية على مستوى الدول العربية وربما على مستوى العالم أيضا.

ولا شك أن وراء هذا العمل رجالا مخلصين آثروا أن يقدّموا خدمة مهمّة للمجتمع، وخصصوا الكثير من الوقت والجهد لتحقيق السلامة للجميع وهو الهدف المنشود في كل وقت وكل حين حتى على حساب عائلاتهم وراحتهم معتمدين في ذلك على قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”، فحققوا المجد، ومن سهر الليالي من أجل راحة الآخرين وتقديم المعلومة الصحيحة والمتنوعة يجد لذة معنوية وطمأنينة نفسية لأنه فعلا قدّم شيئا جديدا ومفيدا للمجتمع، وكوّن علاقات جيدة وواسعة مع المواطنين أكسبه الاحترام والتقدير والإجلال.

ولهذه الأسباب كلّها فازت الإدارة العامة للمرور بجائزة قمة رواد التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي في فئة الأمن والسلامة، فازت عن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي roptraffic@ بسبب تفاعلها مع الأفراد والمجتمع، وبثّ قواعد وأنظمة المرور بأسلوبٍ مُنظّم، ورصد المُشاركات في تعليقات المتابعين ونقلها إلى المعنيين، والجهات ذات العلاقة، وتحقيق الرضا لأهم المُشاركات، والتفاعل مع ملاحظات المؤسسات والأفراد.

هنيئا لهذه الإدارة التي ما فتئت تبادر بأعمالها المتميّزة في التوعية والإرشاد والتنبيه، وحُقّ لشرطة عمان السلطانية أن تفرح بمنجزها الذي وصل الآفاق وتجاوز الحدود، كما حُقّ لها أن تفخر برجالها الذين بذلوا الجهود واخترعوا الأفكار وسطّروا المقترحات وعملوا على تجسيدها على أرض الواقع رغم الصعوبات، كلمة شكر من الأعماق وتحيّة كبيرة من جميع الآفاق، على هذا العمل الرائع والشائق، الذي تطمئن له القلوب وترتاح له النفوس.

[email protected]