880370
880370
شرفات

«همس القوارير» لخلود المومني.. قصص تدافع عن المرأة

26 ديسمبر 2016
26 ديسمبر 2016

عمّان ـ العمانية: في مجموعتها الأولى «همس القوارير»، تقدم الكاتبة الأردنية خلود المومني تجربتها الأولى مراوِحةً بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا.

وتضم المجموعة الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون في عمّان»، خمسة وخمسين نصًا، وزعتها الكاتبة في مجموعات مع عناوين فرعية، مثل: حكايات العائلة، وهمس القوارير، وحكايا السيدة (س)، ومن قصص كلِّ النساء، وقصص الرجال، وحدث ذات مرَّة.

تتسم المجموعة، كما كتبت الناقدة الدكتورة نهلة الشقران على الغلاف الأخير، بـ«قدرة الكاتبة السـرديّة على الوصف الوثير بجُمَل أنيقة مُنتقاة بعناية، وطرحها قضايا تمسّ الواقع، فهي تضـيء في ذهن القارئ صورًا مسكوتًا عنها وتترك له الأمر ليرى برؤيته دون تدخُّل منها في التأويل، بل تكتفي برصْد الأحداث».

وتضيف الشقران: «نصوص المومني تشفي غليل القارئ على الرغم مِن أنَّها غير مُباشرة. وقد تجلّى جمالها بالوتيرة العالية مِن التَّناغُم بين الأحداث، والحسّ العالي فيها، وتحميل الوصف أبعادًا دلاليّةً كثيرة».

وتؤكد الناقدة أنّ هذه القصص تحمل رسالة واضحة لرسم صورة مُشرقة للمرأة، وأن الكاتبة تستميت في الدِّفاع عنها نتيجة للمزْج الفوريّ بين الفكرة والخيال في لحظة الإبداع الفكري، وتلحّ على القارئ أن يستخلص الأحكام وحده، لتكسب شخوصها أوصافًا محدَّدة، بينما تقف هي متفرِّجة على سَيْر الأحداث».

تقول المومني عن سبب اتجاهها لكتابة القصة القصيرة: «حروفي هي المعول الذي أضرب به صخر الواقع، بصرف النظر عن الشكل الفني أو الجنس الأدبي»، وتضيف أنها تتصالح مع نفسها عندما تمسك القلم، وأنها تحب التجريب، لافتةً إلى أن فكرة النص هي التي تحدد شكل النص، وأن القصة القصيرة جداً فنّ قائم رغم تحفُّظ بعضهم عليه، وأنه يقدم رسائل مشفرة لقارئ عازف عن القراءة في كثير من الأحيان.

من قصة «المصعد» في المجموعة:

«أُلملمُ أَطراف الصَّحو مِن صباحاتي، أطردُ النُّعاس التشـرينيّ اللذيذ.

فتحتُ عينيّ، مسحتُ الغرفة بنظراتٍ بلهاء، حرَّكتُ جذعي وبقيّة جسدي، تركتُ سـريري.

غسلتُ وجهي، راقبتُهُ في المرآة، تحسَّستُ بالوسطى والبنصـر أسفل عينيّ، أرعَبَتني الشـيخوخة التي تزحف مبكراً وسـريعاً.

أمطُّ شفتي السُّفلى بعدم اهتمام وأمضي».