كلمة عمان

من كانتون إلى موروني.. إسهام عماني رفيع

09 ديسمبر 2016
09 ديسمبر 2016

في الوقت الذي تعددت فيه الفعاليات والأنشطة التنموية، اقتصادية واجتماعية وثقافية وخدمية وغيرها، وكذلك الاجتماعات التي استضافتها السلطنة أو شاركت فيها، خليجية وعربية ودولية، فإن إعلان المشاريع الفائزة بجائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية لعام 2016 - في دورتها الخامسة- التي رعاها بتكليف سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، انطوى على أهمية ودلالة بالغتين تمثلتا ليس فقط في العدد الكبير من المشروعات المتنافسة- 64 مشروعا مقدمة من 38 مؤسسة حكومية وخاصة- ولكن أيضا في تعدد وازدياد مجالات المنافسة إلى 11 مجالا من ناحية، وفي المستوى الرفيع ومعايير التقييم الدولية التي تلتزم بها الجائزة وهو ما يعكس التطور والتقدم الكبير الذي تحرزه المؤسسات الحكومية وحرصها على تطوير خدماتها وإتاحتها للجمهور بيسر وسهولة ووفق أفضل المعايير.

على صعيد آخر فإنه بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإبحار السفينة «صحار» من ولاية صور الى مدينة كانتون الصينية، وهو إبحار تم بالطرق التقليدية للبحارة العمانيين، عقدت ندوة «السفينة صحار دلالات واستشراف» برعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، حيث أكد سموه على عمق العلاقات التاريخية والتجارية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة. ومن المؤكد أن وجود السفينة صحار كرمز في ميناء كانتون الصيني، يجسد هذه العلاقة الطيبة التي تمتلك آفاقا واسعة للتطور في مختلف المجالات، وتحظى باهتمام رفيع لتحقيق ذلك من جانب الدولتين الصديقتين.

وبالتوازي والتزامن مع ذلك اختتمت أمس الأول فعاليات المؤتمر الدولي الخامس «علاقات عمان بدول القرن الإفريقي»، الذي احتضنته العاصمة القمرية «موروني»، بمقر البرلمان الاتحادي، والذي رعاه فخامة الرئيس غزالي عثمان رئيس جمهورية القمر المتحدة. وبينما يسلط المؤتمر الضوء على جوانب من العلاقات والصلات التاريخية، الطيبة والوثيقة لعمان بدول القرن الإفريقي، والإدراك العماني المبكر لأهمية وضرورة التفاعل الحضاري مع الشعوب والحضارات الأخرى وتعزيز العلاقات معها، لما فيه الخير والمصالح المتبادلة، فإن معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر، الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، قدم في الواقع العديد من الوثائق التاريخية- نحو 200 وثيقة و15 مخطوطة وعدد من الصور والخرائط - التي تحكي جوانب من العلاقات والتفاعل الحضاري العماني مع دول القرن الإفريقي وشرق إفريقيا منذ بداية القرن الخامس عشر الميلادي، وصولا إلى العصر الحديث. وقد شارك في مؤتمر «علاقات عمان بدول القرن الإفريقي» وفود وباحثون من أكثر من عشر دول، كما حظي باهتمام واسع من قبل الباحثين والمتخصصين والبعثات الدبلوماسية والمواطنين في موروني وطلاب المدارس بها أيضا.

والمؤكد أنه ليس مصادفة أبدا أن يمتد الإسهام والتفاعل الحضاري العماني، ومنذ القدم، من كانتون شرقا، إلى موروني والعديد من موانئ شرق إفريقيا، ووصولا إلى العديد من موانئ العالم في أوروبا وأمريكا، فالعمانيون ومنذ فجر التاريخ يحملون دوما الخير والود والسلام إلى الأشقاء والأصدقاء، وهو ما تسير عليه وتعمقه سياسات السلطنة ومواقفها بقيادة جلالة السلطان قابوس المعظم- حفظه الله ورعاه.