856860
856860
مرايا

ساروا مشيا على الأقدام في الطريق الذي سلكه آباؤهم وأجدادهم - شباب وادي الحاجر يقطعون 25 كم بين الجبال الشاهقة

07 ديسمبر 2016
07 ديسمبر 2016

كتب- نايف بن علي المعمري -

استذكارا لما عاناه الآباء والأجداد من مشقة ومتاعب في الطريق والتنقل بين البلدان والقرى والذي كان يكلفهم الكثير من العناء والتعب والإرهاق في سبيل الوصال بينهم ولقمة العيش، حيث كانوا يشقون طرقهم في تلك الأودية والهضاب المخفية بين الجبال الشاهقة والتلال العالية تدفعهم حاجة العيش وشغف الحياة وربما أسباب أخرى كطلب العلم ونحوه؛ من أجل ذلك حاول شباب وادي الحاجر بولاية الرستاق أن يعبروا عن فرحتهم بالعيد الوطني المجيد السادس والأربعين بطريقة مختلفة، حيث أراد المشاركون في هذه المسيرة أن يعبروا عن حبهم الخالص وانتمائهم للوطن وحبهم للقائد المفدى باني النهضة المباركة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- من خلال المشي بالأقدام مسافة أكثر من خمسة وعشرين كيلو مترا وهو الطريق القديم الذي كان يسير فيه آباؤهم وأجدادهم والذي يربط بين قرى وادي الحاجر وقرى وادي بني غافر في الولاية نفسها.

«مرايا» استطلع عددا من آراء المشاركين والمنظمين ورعاة هذه المسيرة، حيث يؤكد خميس بن سيف بن خميس المعمري وهو أحد المنظمين لهذه المسيرة بأن عدد المشاركين تجاوز المائة شخص بينهم عدد من كبار السن، ومع الزيادة في عدد المشاركين حاولت اللجنة المنظمة قبول الأشخاص فقط من يتوقعون مقدرتهم على السير وسط تلك الهضاب ووعورة الجبال.

ويلخص لنا خميس المعمري انطلاق المسيرة بقوله: انطلقت المسيرة في الساعة السادسة والنصف من صباح الخميس الذي وافق الرابع والعشرين من نوفمبر، ووصل المشاركون في نقطة التجمع بقرية الطيب إحدى قرى وادي بني غافر في الساعة الحادية عشرة أي بعد قرابة أربع ساعات ونصف الساعة؛ وذلك نظرا لوعورة الطريق حيث يمر بمنحدرات شديدة ومرتفعات شاهقة وأودية وشراج عديدة.

وحول بداية فكرة المسيرة يقول خميس المعمري: تبلورت الفكرة من خلال جلساتنا مع كبار السن في القرية وهم يروون الحديث عن الماضي والطرق التي كانوا يستخدمونها للتنقل من قرى الوادي إلى القرى المجاورة والمعاناة والمشقة التي تكبدوها في الوصول إلى مقاصدهم، ويضيف: الحمد لله قد حظيت هذه الفكرة بالقبول من قبل أهل القرية وتشجع عدد كبير من الشباب بالمشاركة في المسيرة من داخل القرية وخارجها والتي تعود أصولهم للقرية.

وحول الهدف من المسيرة من خلال الرحلة بين تلك الجبال الوعرة يقول خميس المعمري: جاءت هذه المسيرة الوطنية لتعريف المشاركين بالطريق القديم الذي كان يسلكه الآباء والأجداد في تنقلهم من قرى وادي الحاجر إلى قرى وادي بني غافر والإحساس بالمشقة في الطرقات التي كانوا يعانون منها قبل بزوغ فجر النهضة المباركة، وما أصبحت عليه الآن ولله الحمد من سهولة ويسر في التنقل وتطور في المواصلات بين القرى بفضل الله عز وجل ثم القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- التي جعلت من جميع القرى الجبلية قرية واحدة واختصرت الكثير من المسافات وقللت الكثير من الجهد الذي كان يبذله آباؤنا وأجدادنا، كما ساهمت في زيادة التواصل وأثرت إيجابا على مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء.

ويستطرد خميس المعمري: فهو إلى جانب إحياء الطريق القديم الذي كان يسلكه الآباء والأجداد يأتي أيضا لتعريف الشباب بالمعاناة التي كانت قبل النهضة في سبيل التنقل وهو أيضا مسيرة ولاء وعرفان لقائد النهضة المباركة وكذلك تجميع أهالي الوادي والتعارف بينهم إلى جانب فوائدها كرياضة بدنية والتعرف على أماكن الوادي عن قرب.

وحول تنظيم الرحلة يضيف خميس المعمري: الرحلة كانت منظمة، كما اشتملت على بعض التدابير اللوجستية حيث كان من المشاركين مجموعة من الممرضين إلى جانب وجود طبيب ضمن المشاركين اصطحبوا معهم الأشياء الضرورية من الإسعافات الأولية التي يتوقعون الحاجة إليها، وجزاهم الله خيرا لقيامهم بهذا الواجب على أكمل وجه، بالإضافة إلى أن بعض المشاركين اصطحبوا معهم عبوات المياه والفواكه والوجبات الخفيفة التي تم تناولها أثناء استراحة المشاركين، كما تم دعم المشاركين من خلال جهود ذاتية بوسائل نقل عند انتهائهم من الرحلة ووصولهم إلى المكان المحدد للعودة بهم إلى ديارهم.

مفخرة وطنية

وقد كان في استقبال المشاركين في موقع الوصول في قرية الطيب بوادي بني غافر سعادة ناصر العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق حيث يقول: سعدت في الحقيقة بدعوة كريمة من شباب وادي الحاجر لقيامهم برحلة جبلية مشيا على الأقدام لمجموعة كبيرة من المشاركين، وهذه المبادرة في الحقيقة تعد مفخرة اجتماعية ووطنية بمناسبة العيد الوطني، حيث قطعوا مسافة تقريبا أربع ساعات مشيا على الأقدام من وادي الحاجر إلى وادي الطيب لاكتشاف الطريق التقليدي القديم الذي كان يسلكه الآباء والأجداد في الزمن الماضي.

ويضيف سعادته: وتأتي هذه الرحلة لتعريف هؤلاء الشبيبة بما عاناه الآباء والأجداد من مشقة الوصول والتنقل من مكان إلى مكان، مستطردا في قوله: هي مبادرة طيبة يشكر عليها شباب وادي الحاجر بولاية الرستاق وعلى قيامهم بهذا النشاط الطيب الاجتماعي والرياضي أيضا وتعريفهم بالأودية التي تربط قرى ولاية الرستاق بعضها ببعض، سائلا المولى العلي القدير لهم التوفيق وأن يحفظ عمان في ظل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.

ولاء وعرفان

ومن جانب المشاركين في الرحلة يقول علي بن خميس بن سعيد المعمري: في الحقيقة تشجعت بالمشاركة في المسيرة حالما تم طرحها من قبل الشباب المنظمين حيث جسدنا شبابا وكبارا في مسيرتنا معاني الحب والولاء والعرفان لباني عمان، وهي بمثابة ملحمة وطنية عشنا فيها معاناة أجدادنا عندما كانوا يقطعون كل هذه المسافات بين وعورة الجبال ومشاق الأودية بينها، ويضيف قائلا: لذلك هذه المسيرة من نوع أخر، تعرّف فيها الشباب مصاعب الحياة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا في الماضي وكيف هي اليوم، حيث المسافة التي قطعناها سيرا على الأقدام بين تلك الشعاب نقضيها في نصف ساعة أو أقل فقط للوصول للوجهة التي أردناها في هذه المسيرة، ويضيف علي المعمري: أدعو الله تعالى أن يحفظ مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأن يمد في عمره وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان بإذن الله تعالى.

رسالة أهلية

أما عوض بن سالم بن سليم المعمري فيؤكد أيضا بقوله: سررت بمشاركتي ضمن فريق البلد في مسيرة الولاء والعرفان لباني النهضة المباركة، والتي انطلقت عبر السلاسل الجبلية الوعرة والطرقات القديمة، ضمن مجموعة كبيرة من شباب حاجر بني عمر، تعبيرا منا للولاء والعرفان لقائد المسيرة المفدى، وتجديدا للعهد وهي رسالة أهلية للامتنان والشكر الوافر للحكومة نرفعها لقائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ومن ناحية أخرى هي فرصة لربط قلوبنا بأوطاننا والتعرف على جوانب البيئة العمانية وجمالياتها السياحية، كذلك هي فرصة للمقارنة بين مسالك الأجداد في رحلاتهم اليومية وما نحن عليه اليوم من سبل الراحة والسلامة في الترحال بفضل قائد النهضة المباركة، وإنني لفي غاية البهجة والسرور بهذه المشاركة متمنيا دوام الصحة والعافية لقائدنا المفدى.

رياضة بدنية

أما خليفة بن بدر المعمري فيقول: حقيقة نحن سعداء جدا بالمشاركة في هذه المسيرة وهذه الرحلة التي أكدت لنا حجم المشقة التي كان يبذلها أجدادنا للوصول إلى مبتغاهم، كما أثلجت صدورنا بالمشاركة الوطنية التي عبرنا فيها عن حبنا لهذا الوطن الغالي وقائدنا المفدى باني النهضة المباركة. ويستطرد خليفة المعمري بقوله: وهي أيضا فرصة للرياضة البدنية فقد قطعنا ما يقارب خمسة وعشرين كيلو مترا مشيا على الأقدام، داعيا المولى العلي القدير أن يمن على مولانا السلطان قابوس بوافر الصحة والعمر المديد، كما أتمنى إحياء هذه المسيرة في كل محفل وطني نستذكر ونربط فيه الماضي بالحاضر.