كلمة عمان

الصناعات الحرفية العمانية تراث واقتصاد وسياحة

04 ديسمبر 2016
04 ديسمبر 2016

يشكل الاهتمام العماني بالتراث، المادي وغير المادي، سمة مميزة لمسيرة النهضة العمانية الحديثة ، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وذلك انطلاقا من أن الحفاظ على التراث العماني وحمايته، بكل أشكاله وامتداداته، بما في ذلك مجال الفنون، وفي مجال الصناعات الحرفية او غيرها، يشكل ضرورة حيوية للحفاظ على استمرارية الهوية والطابع المميز للشخصية العمانية بكل رصيدها التاريخي والحضاري الضارب في عمق التاريخ.

وبينما كان إنشاء وزارة التراث والثقافة في وقت مبكر علامة بارزة على مدى العناية الكبيرة، التي يوليها جلالة القائد المفدى - اعزه الله - للتراث العماني، فان إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية، والتي تتولى رئاستها معالي عائشة بنت جميل السيابية، كان خطوة أخرى بالغة الأهمية، خاصة على صعيد العناية بالحفاظ على الصناعات التقليدية العمانية، وتطويرها، باعتبار انها ليست فقط احد مكونات التراث العماني المتواصل على هذه الأرض الطيبة، على مدى الأجيال العمانية المتتابعة، ولكن ايضا كحرف ذات عائد اقتصادي، أو يمكن أن تكون مصدر دخل جيد للعاملين فيها من ناحية، وكعنصر من عناصر تنشيط السياحة العمانية من ناحية ثانية، بحكم تفردها وما تحمله في ثناياها من عبق التاريخ.

وعلى مدى السنوات الأخيرة قامت الهيئة العمانية للصناعات الحرفية بجهود عديدة ، متنوعة ومتصلة ايضا ، ليس فقط على صعيد تسجيل الحرف والصناعات التقليدية العمانية، وبشكل علمي، وبوسائل تسمح بتتبع تاريخها وبالحفاظ عليها، ولكن أيضا القيام بجهود منظمة ومدروسة للارتقاء بالجوانب الاقتصادية لها ، سواء بالعناية بالعاملين في هذا المجال، والأخذ بيدهم وتدريبهم على أسس حديثة، أو من خلال إنشاء مراكز للصناعات والحرف التقليدية، لتطوير الصناعات الحرفية العمانية وتنويع منتجاتها، وذلك في العديد من محافظات السلطنة . وبالتوازي مع ذلك شكلت منتجات الصناعات الحرفية العمانية ركنا دائما في المعارض التي يتم إقامتها، داخل السلطنة وخارجها، للتعريف بهذا الجانب من التراث العماني، كما تم تطوير أماكن بيعها في المناطق السياحية العديدة في السلطنة ، وبما يليق بأهميتها التاريخية والحضارية.

وبينما تجتذب الصناعات الحرفية العمانية أنظار آلاف السائحين والزائرين ، فان مما له دلالة عميقة أن يفوز ثلاثة من الحرفيين والحرفيات العمانيين بجائزة مجلس الحرف العالمي للتميز الحرفي، في دورتها الثانية التي عقدت هذا العام 2016، في دولة الكويت الشقيقة مؤخرا، وتعد هذه الجائزة الأبرز على مستوى دول آسيا والمحيط الهادي في محور الصناعات الحرفية المطورة والتقليدية.

وتجدر الإشارة إلى إن مشاركة الحرفيين والحرفيات العمانيين هي الثانية في هذه الجائزة، وكانت الهيئة العمانية للصناعات الحرفية، قد فازت بمراكز متقدمة ايضا في الدورة الأولى لهذه الجائزة، وهو ما يعني تقديرا عالميا للصناعات الحرفية العمانية، من جانب مجلس الحرف العالمي ، خاصة في ظل المنافسة الكبيرة بين حرفيي الدول المشاركة وهي عديدة.