كلمة عمان

دار الأوبرا السلطانية والنهضة العمانية الشاملة

02 ديسمبر 2016
02 ديسمبر 2016

في الوقت الذي تحقق فيه السلطنة ، بفضل الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وجهود حكومته وعزم وعطاء أبناء الشعب العماني الوفي في كل المجالات ، وفي المقدمة منهم الشباب في كل المواقع ، خطوات متتابعة وملموسة من التطور الاقتصادي والاجتماعي ، وعلى نحو يمكنها من التعامل المرن والملائم مع مختلف التطورات ، إقليمية ودولية ، سواء كانت تطورات اقتصادية او غيرها ، فإن المراتب المتقدمة ، التي تحققها السلطنة في الكثير من التقارير الدولية ، تشير في الوقت ذاته الى قدرة السلطنة على التفاعل العميق والمتسع أيضا مع ما يشهده عالم اليوم من تقدم وتطور في كل المجالات ، بما في ذلك مجالات الاتصالات . وفي هذا الإطار فإن تحقيق السلطنة للمركز الثاني خليجيا والسابع عشر عالميا في مجال تغطية شبكات الاتصالات المتنقلة في دول العالم ، وفقا لتقرير مؤسسة (Open Signal) الصادر في نوفمبر الماضي ، وحصولها كذلك على المركز الخامس عربيا والسادس والأربعين عالميا في مجال تمكين التجارة العالمية ، وفق تقرير منتدى ديفوس الاقتصادي العالمي ، يؤكد قدرة السلطنة على اتباع السبل والمعايير العالمية في المجالات التي تعود بالخير على الاقتصاد والمجتمع العماني ايضا في الحاضر والمستقبل . وعلى صعيد آخر ، فإنه ليس من المبالغة في شيء القول بأن إنشاء دار الأوبرا السلطانية مسقط ، وأنشطتها العديدة والتي تحظى باهتمام كبير على مختلف المستويات ، بما في ذلك من خارج السلطنة ، إنما يجسد في الواقع جانبا من الحرص السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم – حفظه الله ورعاه – على العناية بكل الجوانب ذات الصلة بتكوين شخصية المواطن العماني وفي المقدمة منها الجوانب المتصلة بالثقافة والفنون ، والارتقاء بها ووفق أعلى المعايير المعروفة عالميا ، مع الارتباط الوثيق بالبيئة والطبيعة ، والتراث الثقافي والحضاري العماني ، بفنونه العريقة والتي لا تزال تقدم بسماتها الأصيلة حتى اليوم ، كتعبير عن الأصالة العمانية .

جدير بالذكر ان دار الأوبرا السلطانية العمانية مسقط ، ومنذ إنشائها ، لم تكن ابدا بعيدة او منفصلة عن المناخ الثقافي والفني العماني ، ولكنها حرصت على المزاوجة بين الفن الأوبرالي الذي تقدمه ، وبين الفنون العمانية من ناحية أخرى ، وعلى إتاحة الفرصة لأكبر قطاع ممكن من المواطنين ، بمن فيهم الشباب لحضور حفلاتها ، الى جانب تصميم برامج ذات بعد تاريخي وحضاري عماني ، وهو ما يضفي في الواقع طابعا مميزا على أنشطتها ومواسمها الفنية ، التي أصبحت تحظى باهتمام كبير ومتزايد داخل السلطنة وخارجها . وفي هذا الإطار فإن اجتماع اللجنة العليا لدار الأوبرا السلطانية ، الذي ترأسه صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء يكتسب أهمية بالغة ، في ضوء تطرقه الى التوجهات المستقبلية لدار الأوبرا السلطانية ، والمستوى المميز لفرقة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية وكافة فرق الموسيقى العسكرية ، واستكمال كل ما يمكن الأوبرا السلطانية من أداء رسالتها الرفيعة على اكمل وجه ، باعتبارها منارة فنية رفيعة وذات ارتباط وثيق ايضا بالفنون العمانية .